ليست من البَشَرْ!

ليست من البَشَرْ!

صلاح حسن رشيد

اللوحة: الفنانة الأميركية جوانا بارنوم

ليست مِن البَشَرْ؛

ليست مِنَ الحَوَرْ!

ليست مِنَ المَرْمَرْ!

ليست مِنَ الجَوْهَرْ!

ليست مِنَ الأَلْماسِ الأَحْمَرْ!

هِيَ؛ أشْهَىْ؛ مِنَ الأَحْجارِ والزَّعْتَرْ!

هِيَ؛ أَزْهَىْ؛ مِنَ الأَرْزِ؛ والزَّيْتُوْنِ؛ والعُصْفُرْ!

هِيَ؛ أَشْجَىْ؛ مِنَ العَسَلِ الأَشْقَرْ!

هِيَ؛ أَحْلَىْ؛ مِنَ الحَرِيْرِ الأسْمَرْ!

هِيَ؛ أنْقَىْ مِنَ الزَّهَرِ الأَخْضَرْ!

هِيَ؛ تُحْفَةٌ؛ أَغْلَىْ مِنَ العَبْهَرِ الأَصْفَرْ!

هيَ؛ أبْهَىْ مِنَ القَمَرِ الأَنْوَرْ!

هِيَ؛ أَعْلَىْ مِنَ المَرْجانِ الأَسْحَرْ!

هِيَ؛ أَبْقَىْ مِنَ الكِبْرِيْتِ الأَبْهَرْ!

هِيَ؛ أَسْنَىْ مِنَ الدُّرِّ الأَرْوَعْ!

هِيَ؛ أَقَوَىْ؛ مِنَ الفِيْلِ والغَضَنْفَرْ!

هِيَ؛ أشْقَىْ؛ مِنَ الشَّقاءِ الأَظْهَرْ!

هِيَ؛ مَنِ اسْتَغْنَتْ؛ بِجمالِها؛

عَنِ النَّاسِ؛ والذُّكُوْرِ؛ والمَظْهَرْ!

رَأَيْتُها؛ خِلْسَةً؛ بِلا تَزْوِيْقٍ؛

ولا زِيْنَةٍ؛ ولا طِلاءٍ؛

ولا عَدَساتٍ؛ ولا ماكْياجٍ؛ ولا شَدٍّ؛

أكْبَرْ!

ولا أَصْغَرْ!

فكانت طَبِيْعِيَّةً؛ ساحِرَةً؛ قاهِرَةً؛

تَخْلبُ العقولَ؛ والقلوبَ؛ والأَرْواحَ؛

كانتْ؛ تَسْبِيْ؛ أَكْثَرْ؛ أَكْثَرْ!

شَعْرُها؛ هَوَ الشَّعَرُ؛ الأَشْعَرْ!

فكانَ إِشْعاعُها؛ يفوقُ كُلَّ أَثَرٍ؛ يُؤْثَرْ!

كانَ؛ أَثِيْرُها؛ نَغَماً؛ أَشْهَرْ!

كانت فائِقَةً؛ ما لَها شَبِيْهَةٌ؛

ما لَها مَثِيْلَةٌ؛ ولا تُحاكِيْها أُنْثَىْ مِنَ البَشَرْ الأنور!

كانت؛ عَلَىْ عَرْشِ الجَمالِ؛ تَتَرَبَّعْ!

كانت عَلَىْ صَرْحِ الدَّلالِ؛ تَسَطَعْ!

كانت عَلَىْ فِرْدَوْسِ الطَّلاوَةِ؛ تَتَلَمَّعْ!

كانت عَلَىْ سِراجِ الفِتْنَةِ؛ تَتَشَعْشَعْ!

وتَتَدَلَّعْ؛ وتَتَدَلَّعْ!

جاذِبِيَّتُها؛ تُطَرْقِعْ؛ تُطَرْقِعْ!

كانت؛ آسِرَتِيْ؛ تَتَرَبَّعْ؛ تَتَرَبَّعْ!

فَقُلْتُ: سُبْحانَ؛ الذي خَلَقَها!

تَعالَىْ اللهُ؛ الذي أَبْدَعَها!

تَنَزَّهَ؛ الذي فَصَّصَها؛ وصَوَّرَها!

أنا؛ لا أَتَغَزَّل يا ناسُ؛ لكنني؛

في جمالِ خلقِ اللهِ؛ أُسَبِّحْ!

وأَصِفُ ما حَوْقَلْتُ فِيْهِ؛

وما كنتُ أَحْمَدُ رَبِّيْ؛ وأَشْكُرْ!

أنا؛ يا صاحِبَةَ الكمالِ الأَنْدَرْ؛

ومالِكَةَ التَّأْثِيْرِ الأَطْغَىْ الأَسْحَرْ!

أنا؛ لا أتَجاوَزُ؛

أنا؛ لا أُبالِغُ في وَصْفِ؛ ما فَتَنَنَيْ فِيْكِ!

أنا؛ أنا؛ لا أتَصَنَّعْ!

أنا؛ عَنْ إيماني بِرَبِّيْ؛

لا أَتَزَعْزَعْ؛ لا أَتَزَعْزَعْ!

أنا؛ فِيْكِ؛ أُوَحِّدُ رَبِّيْ؛

فَأُصَلِّيْ؛ وأَتَخَشَّعْ!

وحِيْنَما؛ أَقُوْلُ فٍيْكِ كلامي؛

فأنا؛ عابِدٌ؛ أُزَكِّيْ؛ وأَتَرَفَّعْ!

أنا؛ سَيِّدَتِيْ؛ أَتَوَرَّعْ؛ أَتَوَرَّعْ!

فَمَنْ؛ امْتَلَكَ القُدْرَةَ على التَّعْبِيْرِ؛

أَمامَ بَهاكِ الخاطِفِ القاصِفِ الأَبْدَعْ؛

فامْتَنَعَ عَنِ الوَصْفِ؛

فَهْوَ؛ آثِمٌ؛ آثِمٌ؛

وفي جَهَنَّمَ؛ يَتَضَعْضَعْ!

فَاسْتَحَقَّ؛ الشُّجاعَ الأَقْرَعْ!

فارْحَمِيْنِيْ؛ ارْحَمِيْنِيْ؛

فَمُنْذُ؛ رَأْيْتُكِ صدْفَةً؛

وأَنا؛ أُصَلِّيْ؛ فأَتَكَعْكَعْ!

وأَتَجَنَّبُكِ؛ قَدْرَ اسْتِطاعَتِيْ؛

فلا أَمْلِكُ إلا أَنْ؛ أتَدَغْدَغْ!

فَفِيْكِ؛ ما لَيَسَ في غَيْرِكِ؛

أَنْتِ؛ خُلاصَةُ الخُلاصاتِ؛

أَنْتِ؛ تمامُ الكَمالاتِ؛

أَنْتِ؛ نِهايةُ الخيالاتِ؛

أنتِ؛ مُسْتَحِيْلَةُ الاحْتِمالاتِ؛

أنتِ؛ صَعْبَةُ القُدُراتِ؛

أنتِ؛ قِمَّةُ الفُيُوْضاتِ؛

فارْحَمِيْنِيْ؛ مالِكَتِي؛

فَأَنا؛ عاجِزٌ عَنِ الشِّعْرِ فِيْكِ؛

فاعْذُرِيْنِي؛ َفأَنا؛ أَبْكَمُ؛ لا أَتَسَمَّعْ!

ومَعَ ذلكَ؛ فَأَنا؛ شاعِرُكِ؛ الأَرْوَعْ!

أَنا؛ رائِيْكِ؛ الأَبْرَعْ!

أنا؛ واصِفُكِ؛ الأمْتَعْ!

أنا؛ حارِسُكِ؛ الأَشْجَعْ!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s