بعد عامين

بعد عامين

إلهام عفيفي

اللوحة: الفنان الأميركي إدوارد هوبر

ما عُدتَ لي قصرًا ولا محرابا

هيا انصرفْ فسنغلق الأبوابا

فيمَ انتظاركَ والحياةُ تغيرتْ

صَفَتْ السماءُ فلن تَزُفَّ سحابا

كم خُنتَ من عهدٍ قَطَعتَ حباله

وأنا التي أعطت لك الأسبابا

ها قد أطلت الصمت لي وأنا التي 

لم أنتظر حتى تَرُدّ جوابا

عامان مرّا هل تراني فيهما

إلا كما حمل الجهولُ كتابا

هبط الخريف على براعم حبنا

ما عاد يثمر في الربا أعنابا

نامت بساتين الجمال بجبهتي

ونسيت كيف أداعب الأحبابا

ما كان في عينيك حبٌ إنما

هو حب عبد يعبد الأنصابا

أرجوكَ لا تحكِ حكاية حبنا

ما كان نورا صار عندي ترابا

ما كان فرحا صار حزنا دائما

والشر دوما يقتل الإنجابا

خلِ ابتسامات الغرام لغيرنا

ما عدتُ أحنو أو أريد عتابا

واترك لعينيك الدموع فإنها

دمع المنافقِ إن أراد خرابا

أنسيت عهدا كم قطعناه معاً

ستصون حبي كي نظل شبابا

دبَّ المشيب بناظريّ وخصلتي

من هول ما ألقي غرورك شابا

أرجوك دعني لا تقدم لي يدا

فهناك أخرى تحرس الأعتابا

فاذهب إليها كي تطمئن قلبها

ولحسنها هيا اشترٍ الأثوابا

هذا قميصك وهم قلبي نسجه

يبدو عليك منمقا جذابا 

قد كنت طفلي في الهوى لكنني

 قد جاد ربي على فؤادي وتابا

أرجوك لا تحكِ لها عن قصتي 

شاةٌ تربي ثعالبا وذئابا.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s