ضبابٌ شخصيّ

ضبابٌ شخصيّ

هاشم مريم

اللوحة: الفنانة الإسبانية أنابيل أندروز

أعشق العيش في الأماكن المزدحمة، كاسيت أغنية، أسفل السرير، الطاولات المليئة بالبقايا، بين غبار الهواء، أو فقط تكفيني ذاكرتك. 

أتمنى لو مشيت، وأنت ركضت، ووقعت

هناك طريقة واحدة للوقوع. 

لو كنت جيدًة في لعبة الاختباء والظهور، كما كنّا جيدين في جعل جميع الأمسيات مناسبة للنهاية. 

أوقفتك يومًا هزيمة الشمس أمام غيمة ضئيلة؟! 

لو لم أُجِد الحديث لعينيك، ولم تَعلمني كما لم يعلمني أحد من قبل. 

لا تفهمني خطًأ، هناك طريقة واحدة للوقوع. 

أحب زجاجة عطرك، شامتك، نرجسيتك، الجحيم، بواقي تبغك، رائحتك الموسمية، مجاهرتك بالكره، إخفائك للحنين، صرير الأبواب القديمة، كثرة أسئلتي وقلة أجوبتك. 

إحكامك الباب، واستمراري بالتظاهر. 

أنني لست أكثر من صديقة، تقف على الحدود. 

في دور لم ترده، دون نص، دون إعداد، دون نفسها. 

لا تشعر بحرارة الماء، تبكي بهستيرية، تضحك بلا ضوضاء. 

تعيد الأشياء إلى أماكنها، لكن لم تستطع إيجاد مكانك. 

فلا أنت هنا بقدر ما كنت أنا. 

ولا أنت هناك بقدر ما بحثت أنا. 

ولا أنت سهلٌ كصعوبة التنفس هنا. 

ولا أنت صعبٌ كسهولة التنهد هناك. 

أنا استسلم. 

آسفه. 

لا أذكر شايك المفضل، كوبك الأحمق، ضحكتك المراوغة، لعبك الجيد بالحقائق. 

لا أذكر صلاةً للخلاص. 

الحياة على العموم فوضوية، لا تعطي فرصًا، وتقطع الأيادي الممدودة لوحدها. 

تخاف عليها من برد الانتظار. 

أتمنى الصلاة، لقلب الموازين. 

لدي مئة سبب جيد للبكاء. 

لكني أريد واحدًا للانتحار. 

عزيزي، 

أنا أنزف

ألا تعطيني ما أحتاج؟! 

عزيزي، 

أريد سببًا جيدًا لأصلي.

رأي واحد على “ضبابٌ شخصيّ

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s