لا لا لنْ أَعيشَ فيها!

لأنها تعيشُ فِيَّ؛ فأشْتَهِيها!

شَقْراءُ كاملةُ المحاسِنِ لا عَيبَ فيها!

زرقاءُ العيونِ حوراءُ تتَّقيني ولا أَتَّقيها!

هيَ معشوقتيَ التي رأيتُ اللهَ فيها!

فعَبدْتُه خالقيَ الذي جَمَّلَ وَصْفَها؛ فأَنْتَشيها

لا لم ترَ الدُّنيا لها شَبيهًا في رَوابيها!

وَحيدةَ المفاتنِ هيفاءَ هَدْباءَ في مَآقيها!

إنني أعشقُها صادقًا مُخْلِصًا كيْ أُلاقيها

إنني مَسحورٌ بِجَمالِها جَلَّ اللهُ فيها!

إنني مُنْبَهِرٌ بما عرفتُ وعِشتُ فيها!

فهْيَ قلعتيَ مسكنِيَ.. قِصَّتيَ التي أَحكيها!

لا لا تُسِيءْ ظَنًّا بشِعري .. أيا قارئيْ

فأنا واقِعٌ في أَسْرِ “كفرِ حافظَ” بكلِّ ما فيها!

أعوذُ باللهِ أنْ أَنْظُرَ لِغيرِها مِنْ ذَرارِيْها!

كلُّ الصبايا أمامَها .. صِفْرٌ؛ فلا أَشْتهيها!

كلُّ الأماكنِ هباءٌ إِزاءَها؛ فلا أَرْتَئيها!

عَزَّتْ وعَظُمَتْ أراضيها التي أَرْتَضيها!

إنني واصِفُها الأَوَّلُ الذي يرتجيها

فَهْيَ التي خلَّدَتني .. تَسْبيني وأَسْتَبِيها!

بخِلْجانِها الخُضْرِ ومِياهِها الأَبَنوسِيَّةِ التي

تغارُ مِنها الجَنّاتُ والحِسانُ؛ فتَزْدَرِيها!

هِيَ أجملُ قريةٍ راوَدَتْنِي عن نفسِها بِسَواقيها!

فوقعتُ في براثِنِها وشِراكِها؛ فتغَزَّلتُ فيها!

“كفرُ حافظَ” ليستْ شوارعًا أَمُرُّ فيها

إنَّها حياةٌ وروحٌ تعيشُ فينا ونعيشُ فيها!

بِناسِها الطَّيِّبينَ وأجوائها وطيورِها ومَبانِيها

وتسامُحِهم وتوادُدِهم وحكاياتِهمُ التي أَرويها!

فكم أسْبغَ اللهُ عليها نِعَمًا أُساقيها!

تَفيضُ عن الحدِّ حتَّىْ لا أَكادُ أكادُ أُحْصِيها!

وهْيَ مَلاعِبُ “الكُرَةِ” التي “تَفَرْعَنْتُ؛ فَصُلْتُ فيها

وجُلْتُ وأحْرَزْتُ أهدافيَ في مَراميها!

وهْيَ صَحْبِيَ الذينَ أَحْبَبْتُهمْ بِهناءَةٍ

فعِشْنا السَّعادةَ فيها نَرْتَعُ في حواريها!

فهَيَ المَنْبَتُ والمَحْيا والذِّكرياتُ التي أَسْتَصْفِيها

وهْيَ المُسْتَقرُّ والمماتُ وحبيبتيَ التيْ أَفْتَدِيها؛ فَأَسْتَبْقِيها!