باسم فرات
اللوحة: الفنان العراقي زياد الرسام
في الْتِفَاتَةٍ غَارِقَةٍ بِالذِّكْرَى
لَوَّحْتِ لِي
وَلَوَّحْتُ لَكِ
رَأَيْتُكِ تُمَسِّدِينَ
أَوْجَاعَكِ بِالْحَنِينِ
وَتُعْطِينَ جِرَاحَكِ الآلامَ كُلَّهَا
تُعِدِّينَ شَبَق المَوْتِ
فِي ثِيَابِ ضَحَايَاكِ المَارِقِينَ
هِيَ نَزْوَتُكِ
مَا قِيلَ وَيُقَالُ
أَرِّخِي لَهَا
بِالْعَقِيقِ والآسِ.
***
العَقَارِبُ
تَنْهَشُ سَاعَةَ القِشْلَةِ
بَغْدَادُ..
هَلْ سَيَفْتَحُ سُلَيْمَانُ القَانُونِيُّ
إِصْطَبْلاً لِخُيُولِه؟
أَمْ
أَنَّ الجِنِرَال مُود
سَوْفَ يُوَزِّعُ بَيَانًا جَدِيدًا؟!
دَاعِيًا السُّكَّانَ لِلتَّمَتُّعِ بِالحُرِّيَّةِ وَالِاسْتِسْلامِ مَعًا
أَتَساءَلُ…
وَأَنَا أَرَى هُولاكُو
يَحْلُمُ بِتَشْيِيدِ جِسْرَيْنِ عَلَى دِجْلَةَ
وَاحِدٌ مِنَ القِرْطَاسِ
وَآخَرُ مِنَ اللِّحَى
بَغْدَادُ
عَلَى فَخْذَيْكِ
أَوْهَامُ جَلْجَامِشَ
غَوَايَاتُ عِشْتَارَ
قَوَانِينُ حَمُّورَابِي
وسَذَاجَةُ دموزي
هِوَايَاتُ آشُورَبَانيبال
بِجَمْعِ الكُتُبِ وَحَرْقِ المُدُنِ وَتَعْلِيقِ الرُّؤُوسِ
قَسْوَةُ نُبُوخذنصّر
إِبَاءُ النُّعْمَانِ
حِكْمَةُ عَلِيٍّ
سَماحةُ الحَسَنِ
رَأْسُ الحُسَيْنِ
سَيْفُ الحَجَّاجِ
وَصَرَامَةُ المَنْصُورِ
تَبَغْدُدُ زُبَيْدَةَ
كَأْسُ أَبِي نُوَاسٍ
أَنَوَارُ المُعْتَزِلَةِ
رَافِضِيَّةُ الشِّيعَةِ
نَزَقُ الحَنَابِلَةِ
وَتِلاوَةُ الخَوَارِجِ
شَطَحَاتُ مَجَانِينَ ذَوَّبُوا العِشْقَ
فَغَالَوْا…
قُرْمُطِيَّةُ الزِّنْجِ
زِنْجِيَّةُ القَرَامِطَةْ
بَابُ البَهَاءِ
وَبَهَائِيَّةُ البَابِ
خَيْبَاتُ الجَنُوبِيِّينَ
وَانْتِصَارُ شَمَالِيِّينَ
جِسْرٌ لِلْمَحبَّةِ وَلِلْمَوْتِ أَيْضًا
مُسْتَوْدَعُ الطُّغَاةِ
مَنْجَمُ الطِّيبَةِ
يَمُرُّ الفَاتِحُونَ سَرِيعًا بِبَابِكِ
وَفِي رَحِمِكِ يَتَآكَلُ الغُزَاةُ
بَيْنَمَا شَفَتَاكِ
مُبَاحَتَانِ لِلشُّعَرَاءِ
لَيَالِيكِ الأَلْفُ
نَشِيدٌ
يَتَبَخْتَرُ فِي التَّارِيخِ وَالجُغْرَافِيةِ
وَيَتَمَدَّدُ
عَلَى
جَسَدِ
الدِّيَانَاتْ.