مروان عياش
اللوحة للفنان أحمد قليج
عندما استقرتْ الرصاصة
أعلنتْ نفسَها (جرحاً)..
تَخندقت بسياج الدم
أصبحتْ معبداً محرماً
تلجأ إليه كلُ البنادق المتسولة
جرحاً تلتحفهُ آلهةٌ
مطرودةٌ من رحمةِ البشر.
تَمترستْ في حلوقنا
رصاصةٌ كالعلقم
حاكمةً… بأمر الجرح الموروث
خليفةً للوجع المقدس
جعلتْ كلَ الطلقات الفارغة وزراءَ في دولة البارود.
أعلنتْ أننا شعبٌ من خثرات
في بحر دم يعوم..
كلما نَسِي الجرحُ ماضيه
ينفجرُ في عقره وجعٌ خاملٌ
تَرتفعُ أسوارُ الدم
تنغرزُ الرصاصةُ أكثر
تصدأُ في حضن
الجرح المغصوب
لتزيدَ الوجعَ قهراً… فوق القهر.
في جرحنا رصاصة
تُصلي لله كي نكفرَ به
في جرحنا رصاصةٌ جاهلة
تقتل الشِعرَ،
كي نكره الحياة.
في جرحنا رصاصة مالحة
تزرع الرمل بؤساً
كي نشربَ ماءَ البحر..
في جرحنا رصاصةٌ خَؤون
تحمي الوطن كي نَرحلَ عنه
وفي جرحنا
تنتهي كلُ أشكالِ الحياة …
ما عدا الوجع،
حيٌ وباقٍ…