سعد عبد الرحمن
نص المرقش نص قصير كنص امرئ القيس، فهو عبارة عن ثلاثة أبيات من إحدى قصائده يحكي فيها بإيجاز أنهم أوقدوا النار لينضجوا لحم طعامهم، فلما أضاءت النار وانتشرت رائحة الشواء، اجتذبت إليهم رائحة الشواء ذئبا وصفه الشاعر بأنه أطلس، أي رمادي اللون، بائس من شدة الجوع.
يقول المرقش:
فألقينا إليه قطعة من اللحم المعد للشواء، مبررا ذلك بأنهم استحوا أن يأكلوا وحدهم، ويتركوا هذا الضيف البائس جائعا، ويرسم المرقش في البيت الأخير صورة مدهشة للذئب، الذي عاد جذلان سعيدا بما ألقي إليه من الطعام، كما يعود الفارس الشجاع من غزوته جذلان بما حازه من غنائم وأسلاب.
وقيمة نص المرقش الحقيقية على وجازته فيما يحمل من قيمة إنسانية رفيعة، تتمثل في تعاطف الشاعر مع الذئب، رغم معرفته به كحيوان مفترس، ولكنه في نهاية الأمر كائن حي.
لقد أحس الشاعر بما يعانيه الذئب من قسوة الجوع، ورق لهذا الوحش البائس، فلم يجد غضاضة في أن يشاركه بعض زاده، ووصف ذلك بالأبيات التالية:
ولما أضأنا النار عنــد شوائنا
عرانا عليها أطلس اللـــون بائس
نبذت إليه حزة مــــــن شوائنا
حياء وما فحشي على من أجالس
فآض بها جذلان ينفض رأسه
كما آب بالنهــــب الكمي المخالس
المرقش الأكبر ( توفي 72 ق.ھ ) لقب عرف به الشاعر الجاهلي المتيم عمرو و قيل ربيعة بن سعد بن مالك بن ضبيعة، يعد من شعراء الطبقة الأولى في العصر الجاهلي و قد لقب بالمرقش – كما يروى – لقوله في إحدى قصائده :
الدار قفر و الرسوم كما
رقش في ظهر الأديم قلم
ووصف بالأكبر تمييزا له عن ابن أخيه المرقش الأصغر.