عائشة العبد الله
اللوحة: الفنانة المغربية لمياء نهاري
كانت تثيرُ الزجاج أصابعه
كلما حطّها على أمنيةٍ تجرّحتْ يدهُ واقتلعها،
في المرة الأولى
كان يريدُ وطنا يُبارك كتبه وسباقاته الحالمة نحو الحرية،
وفي المرة الثانية
كان يريد نزهةً يستقي فيها الحبّ دون أن يختبئ
في الممرات المهجورة،
وفي المرة الثالثة
كان يريد رائحة أمّه وهي تنفضُ العجين
عن يديها وتدير طرحتها البيضاء
وفي المرة الرابعة
كان يريدُ أرضا بديلةً تمنحه شرف محاولة
الحياة
وفي الخامسة..
وحتى العاشرة،
كان يريد..
أن تتوقف الحرب فقط.!
وبعدها..
لم يبقَ أمامه سوى ترك أصابعه للزجاج،
والرحيل بلا يدين