اتجاهات

اتجاهات

ريما إبراهيم حمود

اللوحة: الفنان السوري اسماعيل نصرة

توقفتْ أمام واجهة محل الهدايا فجأة، وضعتْ الأكياس على الأرض، تأملتْ عشرات العلب الملونة طويلا، دخلتْ، جالتْ المكان تقلب نظرها بين علب الهدايا الفارغة ، فتحتْ بعضها لتكتشف داخله الفارغ، قارنتْ بين ثقل كل علبة مع أخرى، تركتْ العلب في بعض فوضى ضاق بها الموظف.

  وقفتْ أمام حائط مليء بالأساور والقلائد، قلبتها طويلا، عادتْ إلى العلب مرة أخرى، حملتْ ثلاث علب حمراء بورود بيضاء بارزة على أطرافها، تقدمتْ من المحاسب، مدّتْ يديها بالنقود ، دق جرس الباب معلنا دخول زبون، رفعتْ رأسها لتراه.. وقف جانبها.. طويلاً مهيباً غامضاً، تعلقتْ عيناها بكتفه القريبة لثانية، سأل المحاسبَ:

  • لو سمحت أين أجد الساعات؟

أشار المحاسب إلى زاوية.

التفتَ إليها باسماً ملاحظاً وجومها:

  • مرحباً.

ذهلتْ.. ابتلعت ذهولها بسرعة أخذت العلب الثلاثة وخرجت.

لم تستطع أن تترك واجهة المحل، ظلّتْ تراقبه، رأتْهُ يقف متأملاً الساعات، يلبس واحدة، يخلع أخرى، يرفع يده، يبعدها عن وجهه، ينقر وجه الساعة، يعيدها إلى مكانها، يختار ساعة فضية، يلبسها.

   ضمتْ العلب إلى صدرها، خبأت وجهها وراءها، اقترب من العلب المرصوصة وراء واجهة المحل، سحب العلبة المواجهة لها، لمحها، ابتسمَ، لوّحَ لها، ارتبكتْ، أسقطتْ علبها، ضحك.. توجه إلى المحاسب، وضع أمامه علبة سوداء بورود حمراء صغيرة ، خرج باحثا عنها، رآها تبتعد، ركض وراءها، اقترب منها، لامس كتفها بكتفه، توقفتْ، توقفَ، مدّ يده بالعلبة السوداء الفارغة، رفعت رأسها إليه باسمة، أسقطت العلبتين الصغيرتين، مدّت يديها بالعلبة الحمراء الكبيرة، تبادلا العلب.. لمس أطراف أصابعها حينها:

  • جيّد.
  • رائع. 

تابعتْ طريقها.. وتابعَ طريقه في الاتجاه الآخر تماما. 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.