للرجل الذي أحب

للرجل الذي أحب

سارة كرم

اللوحة: الفنانة التونسية لطيفة بيدة

كنت لأقول

للرجل الذي أحب:

أنا لا أريد ضجيجا..

فخذ ضجتك واخرج من حياتي!

لكنني بدلا من ذلك..

قلت بغباء:

اذهب أنت.. فأنا لا أستطيع أن أفعلها!

فأخبرته دون قصد أن لا يرحل

لأني أحبه!

فبقي..

كنت لأغادر في الصباح

دون أن أعود ثانية..

لكنني عدت مساء

وعاد الشوق في عينيّ!

كل ما احتجت إليه

كان شجاعة الهروب

أن أحمل سكينا وأمضي..

وأقطع الخيط الذي.. يربط بين قلبي وبينه..

فلماذا كنت جبانة إلى هذا الحد؟!

لماذا بقيت؟!

فحين أردت الرحيل.. بقيت أكثر

وحين أردت الفراق.. عشقت أكثر

وحين أردت أن أنسى.. تذكرت أكثر!

لماذا؟ كلما أردت شيئا.. صار عكسا وتحول! 

كنت لأقول..

للرجل الذي أحب

لو أنه ذهب حقا بعدما قلت: اذهب!

حبيبي.. لماذا ذهبت؟!

كنت لألوم النجوم والليل والقمر

كنت لألوم السهر..

وألوم كل الكون

لأن حبيبي رحل!

كنت لأكفر بالقدر!

ويجحد عقلي الحقيقة..

فأصاب بالظن

“إنه ما زال معي”

كنت لأجن! 

كنت أقول..

للرجل الذي أحب:

سوف أذهب!

وأنا أعرف أني أهرطق!

وأتباهى بقدرات مستحيلة! 

كنت أقول لنفسي

لكي أخفي عنها حقيقة ضعفي:

إنني أستطيع!

وكنت أخبرها أحيانا

أنها ليست معجزة وسوف أفعلها!

كنت أقول لها:

إنني أعيش وهما!

أملا أن تصدقني

فما صدقتني!

كنت أقول كل ذلك

والشوق يهدر في دمي!

ينساب نهرا جاريا…..

 بلا مصب

من يوقفه إن يستطيع؟!

من يوقف هذا الشوق؟ 

وكنت أسير خلف الليل

والليل أطول مني

كان الصباح بعيدا.. بعيدا

والغرام المشتهى.. للروح والجسد

كان أبعد!

وكنت أقول لنفسي: ربما لن نصل أبدا! 

ربما لن نصل أبدا! 

سنتيه وسط وعورة الطريق..

وستخرج الضباع والذئاب والدببة

لتصطف على الجانبين! 

فتعطل المسير..

وكنت أقول لنفسي:

لو أننا أسود

لو أننا ملوك هذه الغابة..

وهذا الغرام..

وهذا الطريق..

فسوف نصل! 

كنت أقول لو.. وقد كان!

فهذا الطريق لنا

وهذا الغرام لنا

وهذا الصباح الجميل لنا

والليل بعد أن زال الحصار

لنا وحدنا! 

كنت لأقول..

للرجل الذي أحب:

لو أنني ذهبت حقا

ماذا كنت لتفعل؟

هل ستحل محلي امرأة أخرى؟

هل ستضم امرأة غيري وتقبلها؟!

هل تنساني يا عمري؟

هل تتخلى؟! 

هل تقدر أن تحيا من دوني

ويمر شريط العمر بلاي؟

هل تقبل أن تلمس روحك امرأة أخرى؟

هل تسمح أن تلمس جسدك امرأة أخرى؟ 

هل ترضى أن تسحر قلبك ساحرة أخرى؟! 

هل كنت سترضى؟ 

كنت لأقول..

للرجل الذي أحب:

أين أنت الآن؟

في دمي

جيناتي

خلاياي

حبة القلب

مقلة العين

لأنني ولدت مرتين

مرة حين ولدت حقا

ومرة حين أنجبني الغرام

على عتبته تشكل الجسد والروح

ثم نما وأزهر..

وتقلبت فيه الفصول

كان الخريف أحزاننا المتساقطة من حماقة الحب..

والشتاء جنوننا المشتاق للحقيقة

في الربيع نضجنا

وفي الصيف حلت الحكمة

وصار الغرام كالصخر..

حين يصطف تليدا وسط معبد

صار تاريخا مخلد

برائحة الشمس والخبز..

والقرابين المؤجلة إلى يوم القيامة

حين يقوم الناس..

سأقوم أبحث عمن أحب 

سأقول للرجل الذي أحببته دوما

كن معي كن معي هنا أيضا

سأقول هات شفتيك لأنني مشتاقة لهما

وهات يديك لأنني أريدهما في يديّ

وهات الكلام لأنني أريد أن أسمع صوتك

يغدق في أذنيّ

وهات..

كل ما استطعت أن تأتي به

وهات الغرام

كاملا غير منقوص

وهات عينيك

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.