مشهدان

مشهدان

 نزار البيومي  

اللوحة: الفنان العراقي سامي مشاري

المقهى متسعٌ لاثنينْ

أبخرة الشاى المتصاعدِ حقلْ

جئتَ

يداهمُك الوجعُ الأزلىُّ

يموء الحزن بجنبيك

فهل كنت أهيئُ للجدبِ ربيعاً

إذ يرتعدُ بعينيَّ الطفلْ ؟

أجنحتى جسرٌ

 يعبرهُ المرضى 

فأهدهدُ هذا العطشَ الدائمَ

أستجْلبُ لغة الرهبانِ

وألبسُ خوذةَ حربْ

المقهى متسعٌ

رايات شاهقةٌ تنبئُ

بالضوءِ المارقِ

وسط العتماتْ

جئتُ

 يداهمنى الوجعُ الأزلىّْ

ينتحبُ الحزنُ على شفتى

مُنكَسِر الخطواتْ 

المقهى لا يسَعُ اثنينْ 

أكوابُ الشاى بطعمِ القتلْ

ريشُك منتفشٌ كالطاووسِ

ووجهكُ 

محضُ صقيعٍ منسدلٍ

هل كنت أهيئُ للجدبِ ربيعاً

إذ يلمعُ فى عينيك النصلْ ؟

أودعت خرافةَ حُلمى المهترئ 

بساق الغيمْ

الكلمةُ ضيمْ

ودمى

 مُنسربٌ فى الطرقاتْ

يعبرنى موتٌ آخرْ

ما بين الدهشةِ والرعشةِ

تتدلى مشنقتى

والوجلُ اللاهثُ

يغمسنى فى الوحلْ

المقهى لا يَسع اثنينْ

وهنا

أنباءٌ ليست سارةْ

مثل ذباب يجتمعُ المارةْ

فوضى فادحةٌ  

وحضورٌ سهلْ

لِمَ تستبقون الخطوَ؟

جنازتكم حارةْ

والميت نذلْ

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.