كأنك عقاب لجسدك

كأنك عقاب لجسدك

بسام المسعودي

اللوحة: الفنان الأنكليزي جـوزيف تيــرنــر

تقول لي النوافذ:

ما الذي يفرحك

كي تغني من غربتك المخبوءة

فتخطفك السعادة من يدي الحزن،

وأسأل نفسي هل من غنائي

شافت الحياة فرحي؟

فتقول لي: «لقد وُلِدت في

القرية الـ «ظالم أهلها» بمدينة «حالمة»

ودائمًا ما تكون أفراحك في مكانٍ آخر

مكان لا يفكر فيك

كأنك عقاب شديد على جسدك.

عند كتابةِ قصيدِة

تقول لي قراطيس الطين إنني

كنت مزارعًا بارعاً في حقل الذرة

وقال أهل القرية إنهم يعتقدون

أنَّ الزُّرَّاعَ لا تراب في رفوف شغافهم

من بعدما

رأوني أقف على ناصية

الأزقة الخربة أنادي بالناس كل موسم جفاف

وحين انشطرت الريحُ من بين يديّ

احتضنت نفسي

وضممت ظلي بقوةٍ أكثر

كي استغفر الله

من ذنوب الخلوات

ومن إهمال خطواتي للسير نحو التوبة

أنادي للحقول الهالكة كلها

أحبك أيتها الحقول

أكثر من حصيري القديم

وفي قلبي حزن من مشيئة السماء لم يعد يتساقط منها سعال الغيم.

تلتفتُ إليَّ أيّها الليل وفي فمك

عتمة سليلة قصيدة كتبها شاعر وفلاح كانا كلما

تساءلا عن الضوء والحصاد فرت

مناجلهما وظلا يعولا على فرض الفجر

لينجوا من الأرق والحزن ويسألا روحي

أيُّهما عليك أصعب؟

قلتُ لصديق حزني:

«ما رأيُكَ في حصاد أصابعي؟،

وكيف تصل ظلمة قلبي دون أن تثقبه فتتسرب منه؟»

قال: «أَتْرُكُ الليل على ظهر قلبك»

وانْصَرِفُ وحيداً دونك

وأسألك:

أين تختفي أيها الغائب عن الصبح؟

أأنت تحت لحاف العشب النديّ داخل الحقل القديم

أم أنك فوق أغصان روحي وليمة حزن؟

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.