مارك

مارك

د. عيد صالح

اللوحة: الفنان الياباني سیامیدا موتوناغا

هذا اللعين مارك

نزع الفرادة والخصوصية

حتى الجينات تمازجت

لتنتج مسخا

أراني في كثير من الوجوه والنصوص

حتى ذلك القروي الذي كان يقف بالساعات

ليحظى بنظرة خاطفة

والذي طارد في أحلامه مارلين مونرو

وظلت صورة شيري ماكلين بالأبيض والأسود

مع صورة هيمنجواي وجون كيندي

في حافظته حتى بليت

كلهم شعراء وفلاسفة وجنرالات

كلهن ملكات جمال الفيس

والجميع عشاق في صالة رقص جماعي

وفي حفل تنكري

من يعزف لمن

ومن يضع يده على كتف من

احترس فقد تطلع إحداهن زوجتك

وتبيت في عنبر الحوادث

حيث لا أسرة تكفي المصابين

ولا أكفان للموتى على الطرقات السريعة

والياهو يسبق الأحداث

وجوجل يصنعها على عينيه

وأنت مستلب لا محالة

حتى اسمك تراه في كثيرين

من تاجر مشغولات

لمحاضر في جامعة خليجية

لفتى في العشرينات

وأنت الغريب عن نفسك

تفتش في الصفحات عنك

وهذا الفضاء الذي استلبك

في شاشة بحجم الكف

فقط حرك إصبعك

لترى العالم في قبضتك

كآلة الزمن التي تدور

حيث يكرر التاريخ نفسه

حيث قابيل وهابيل

لا يزالان في غباء

يقتتلان


صفحة الكاتب في حانة الشعراء

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.