مجيدة البالي
اللوحة: الفنانة الأميركية ليز تران
تدخل المكان بمحض صدفة موقوتة، وترفع شعار “نحن العابرون”، وتصل شظاياك إلى حافة الموت، وانت لم تركب إلا زرا واحدا..
ننصرف بسكون قاتل كلحظة انتصار الخير على الشر في آخر نفس للعرض.
أيها السائحون
نحن أشكال هندسية من عجين قيل له تمدد ف تمدد، وقيل له انكمش فانكمش، ثم قيل له لا تهتم لما قيل لك من قبل، وكن عجينا بلا أي شكل.
نجتث الحقيقة في أوانها وفي غير أوانها لتستقيم ربطة العنق وسط الصدر، فنكون بوسامة الأمير أو القاضي بعد فوات الأوان.
هكذا تدرج أسماء الوفيات في حظر ملائم لملائكة الأحوال.
لا تفسح للذنب مزيدا من الدم في غابات الخطايا، فالقمر بريء من استدارة البدر، وبريء أيضا من شحوب الهلال
يا صديقي الطيب، نحن في مغارة جد مسالمة، وانا لا تعجبني اللغات الضاربة في البراءة،
نحن عابثون جدا بقضايا الروح، وميتون لا محال.
كان لابد أن نحشو الغيمة بأكثر من تأويل، لكننا اكتفينا برماد القطن، ولم نفهم عبورها الغريب فوق رؤوسنا.
وتتسخ ثيابنا رغم الحذر
وتتسع عيوننا رغم الحظر، ويتسع اللامكان.
وقيل ما هو اللامكان؟ وكنت قد أجبت على هذا السؤال في كبوة سابقة، لكن الذاكرة قريبة دائما من محافل الموت.
“اللامكان“
هو ذاك البياض الذي نسافر له خلسة لنرتاح، فنعود حبالى بالوجع..
محقون وبجدارة في اختيار نوع العقاب.
نأكل المضغة كهند التي اكتفت بالكبد وتركت الباقي للتاريخ..
ها هي الحياة تغرس أظافرها من جديد في قوافل الحكمة المترددة في الصدور،
وانا أحصل منك حروفي الاخيرة
سأنصهر والحياة.. فأنا عجين لا تعنيه الآن سعادة مرسومة بطيش المُحال..