يتيمة دوقلة

يتيمة دوقلة

دوقلة المنبجي

اللوحة: الفنان السوري خالد الساعي

ھَل بِالطُلولِ لِسائِل رَدُّ 

أَم ھَل لَھا بِتَكَلُّم عَھدُ

أبلى الجَدیدُ جَدیدَ مَعھَدِھا 

فَكَأَنَّما ھو رَیطَةٌ جُردُ

مِن طولِ ما تَبكي الغیومُ عَلى 

عَرَصاتِھا وَیُقَھقِه الرَعدُ

وَتُلِثُّ سارِیَةٌ وَغادِیَةٌ 

وَیَكُرُّ نَحسٌ خَلفَه سَعدُ

تَلقى شَآمِیَةٌ یَمانِیَةً 

لَھُما بِمَورِ تُرابِھا سَردُ

فَكَسَت بَواطِنُھا ظَواھِرَھا 

نَوراً كَأَنَّ زُھاءَهُ بُردُ

یَغدو فَیَسدي نَسجَه حَدِبٌ 

واھي العُرى وینیرُهُ عھدُ

فَوَقَفت أسألھا وَلَیسَ بِھا 

إِلّا المَھا وَنَقانِقٌ رُبدُ

وَمُكَدَّمٌ في عانَةٍ جزأت 

حَتّى یُھَیِّجَ شَأوَھا الوِردُ

فتناثرت دِرَرُ الشُؤونِ عَلى 

خَدّى كَما یَتَناثَرُ العِقدُ

أو نضحُ عزلاءِ الشَّعیب وقد 

رَاح العَسیف بملئھا یعدُو

لَھَفي عَلى دَعدٍ وَما حفَلت 

إِلّا بجرِّ تلَھُّفي دَعدُ

بَیضاءُ قَد لَبِسَ الأَدیمُ أدیم 

الحُسنِ فھو لِجِلدِھا جِلدُ

وَیَزینُ فَودَیھا إِذا حَسَرَت 

ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ

فَالوَجھُ مثل الصُبحِ مبیضٌ 

والفَرعُ مِثلَ اللَیلِ مُسوَدُّ

ضِدّانِ لِما اسْتُجْمِعا حَسُنا 

وَالضِدُّ یُظھِرُ حُسنَه الضِدُّ

وَجَبینُھا صَلتٌ وَحاجِبھا 

شَختُ المَخَطِّ أَزَجُّ مُمتَدُّ

وَكَأَنَّھا وَسنى إِذا نَظَرَت 

أَو مُدنَفٌ لَمّا یُفِق بَعدُ

بِفتورِ عَینٍ ما بِھا رَمَدٌ 

وَبِھا تُداوى الأَعیُنُ الرُمدُ

وَتُریكَ عِرنیناً به شَمَمٌ 

وتُریك خَدّاً لَونُه الوَردُ

وَتُجیلُ مِسواكَ الأَراكِ عَلى 

رَتلٍ كَأَنَّ رُضابَه الشَھدُ

والجِیدُ منھا جیدُ جازئةٍ 

تعطو إذا ما طالھا المَردُ

وَكَأَنَّما سُقِیَت تَرائِبُھا 

وَالنَحرُ ماءَ الحُسنِ إِذ تَبدو

وَاِمتَدَّ مِن أَعضادِھا قَصَبٌ 

فَعمٌ زھته مَرافِقٌ دُردُ

وَلَھا بَنانٌ لَو أَرَدتَ لَه 

عَقداً بِكَفِّكَ أَمكَنُ العَقدُ

وَالمِعصمان فَما یُرى لَھُما 

مِن نَعمَةٍ وَبَضاضَةٍ زَندُ

وَالبَطنُ مَطوِيٌّ كَما طُوِیَت 

بیضُ الرِیاطِ یَصونُھا المَلدُ

وَبِخَصرِھا ھَیَفٌ یُزَیِّنُه 

فَإِذا تَنوءُ یَكادُ یَنقَدُّ

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.