أبَعْدَ مرورِ الخمسَ عشْرةَ ألعبُ 

وأَلهُو بِلَذاتِ الحياةِ وأَطربُ؟

ولـي نـظـرٌ عـالٍ ونـفـسٌ أبـيـةٌ 

مُـقـاماً علـى هـام المجـرة تطـلـبُ

وعـنديَ آمال أريـد بلوغـها 

تضيع إذا لاعبتُ دهري وتذهبُ

ولي أمة منكودةُ الحظ لم تجد 

سبيلا إلى العيش الذي تتطلبُ

قضيت عليها زهو عمري تحسرا 

فما ساغ لي طعم ولا لذ مشربُ

ولا راق لي نوم، وإن نمت ساعة 

فإني على جمر الغضا أتقلبُ

وصرت غريبا بين أهلي ومعشري 

ومن كان ذا فكر كفكري يُغَرَّبُ

تُعـيرنـي هندٌ نُحولــي ومـا دَرَتْ 

بأنــيَ مِن فــرط التـحسر مُـوصَـبُ

***

عذيـريَ مِن قـوم أتـَـوا بسفـاسفٍ 

ووجْهُهُمُ بـين البرية صُلَّـبُ

بذلت لهم نصحي وقلت: تعلموا 

وكلَّ ذوي الرأي السقيم تجنبوا

ولا تركبوا متن الغواية والردى

ومتن العلا والمجد والحزم فاركبوا

وما ساءني في القوم إلا عقولهم 

وظـنُّـهُمُ أن المعـاليَ تـوهـبُ

وكنت أرى تحت العمائم حاجةً 

فما هي إلا أن يدوم المُرَتَّبُ.

***

سيعرفني قومي إذا جَدَّ جِدُّهمْ 

كما عرفوني اليومَ إذْ قمتُ أخطُبُ

فما الـفـذ إلا من يصارح قـومـَهُ 

وما الـفـذ إلا مـن يقـول فــيُعـربُ