الطرماح بن حكيم
اللوحة: الفنانة الجزائرية وفاء زهراوي
أَصاحِ أَلا هَل مِن سَبيلٍ إِلى هِندِ
وَريحِ الخُزامى غَضَّةً بِالثَرى الجَعدِ
وَهَل لِلَيالينا بِذي الرِمثِ رَجعَةٌ
فَتَشفي جَوى الأَحشاءِ مِن لاعِجِ الوَجدِ
كَأَن لَم تَخِد بِالوَصلِ يا هِندُ بَينَنا
جَلَبناهُ أَسفارٍ كَجَندَلَةِ الصَمدِ
بَلى ثُمَّ لَم نَملِك مَقاديرَ سُدِّيَت
لَنا مِن كَذا هِندٍ عَلى قَلَّةِ الثَمدِ
وَقَد كُنتُ شِمتُ السَيفَ بَعدَ اِستِلالِهِ
وَحاذَرتُ يَومَ الوَعدِ ما قيلَ في الوَعدِ
وَلي في مُمِضّاتِ الهِجاءِ عَنِ الخَنا
مَناديحُ في جَوزٍ مِنَ القَولِ أَوقَصدِ
أَحينَ تَراءَتني مَعَدٌّ أَمامَها
وَجُرِّدتُ تَجريدَ الحُسامِ مِنَ الغِمدِ
وَجارَيتُ حَتّى ما تُبالي حَوالِبي
أَذا صاحِبٍ جارانِيَ الناسُ أَم وَحدي
تَمَنّى سِقاطي المُقرِفونَ وَقَد بَلَوا
مَواطِنَ لا فاني الشبابِ وَلا وَغدِ
فَإِن أَنا لَم أَفطِم تَميماً وَعَمَّها
فَلا يَحذَروا لِأُمَّتي شاعِراً بَعدي
وَنُبِّئتُ أَنَّ القَينَ زَنّى عَجوزَهُ
قُفَيرَةَ أُمَّ السَوءِ أَن لَم يَكِد وَكدي
سَأَسنَحُ فَليَسنَح فَميعادُنا المَدى
مَدى البُعدِ إِن يَصبِر إِلى غايَةِ البُعدِ
لَقوا عِندَ رَأسِ الخَطِّ مِنّي اِبنَ حُرَّةٍ
بُعَيدَ النَدى يَأوي إِلى سَنَدٍ نَهدٍ
فَتىً لَم يُسَوِّقُ بَينَ كاظِمَةِ النَدى
وَصَحراءِ فَلجٍ ثَلَّةَ الحَذَفِ القَهدِ
وَلَم تَنتَطِق بَحرِيَّةٌ مِن مُجاشِعٍ
عَلَيهِ وَلَم تَدعَم لَهُ جانِبَ المَهدِ