اللوحة: الفنان السعودي عبد الله حماس
لن أنتظر كعجوز يقعي بباب مقبرته
ولا نادبة فقدت صوتها من كثرة الولولة
ولا أرملة لطخت وجهها بدم زوجها المهراق
في شرخ الشباب
لن أبكي علي حبيباتي الخائنات
ولا فتياتي الساذجات
ولا فرصي الضائعة
في أمسيات الهجر والعناد
وأنا أنتعل كرامة العجز والانتحال
وأنا أدفن رأسي الصلعاء
في مخدتي الملولة المهترئة
لن أركب خيالي المغدور
وأنا أحلق خارج نطاق الجاذبية
ممتشقا قريحتي الهلامية
مدونا في السديم
قصائدي البائسة
فقط سأطيح بما بقي لي
من كهولتي
وصبابتي الطائشة
في قفزة
خارج كينونتي الموحشة
***
الطريق ليس واحدا
“والبحر ليس بملآن”
والرفاق حذو حذوك
بين فاصلتين
وشدادات صدور عجفاء
علقت لجذب مراهقي كتابة البورنو
وأحجيات ما بعد حداثة التشيؤ
وعبث الصبية المتناحرين
علي إرث ذبابة وبيت عنكبوت
……………..
لكنهم لا يدركون خديعتك
وأنت تخلط الرمال بخمرة الروح
وترج الكأس جيدا حتي
ينزلق الرمل في الهاوية
وتظل روحك عالقة بين غبطة الحواريين
ورقصة الممسوسين
الغرباء.
***
من أوعز لمدينتي القاسية
كي تلفظني من جوفها
كبقايا طعام مسموم
تقيئني حامضا ولاذعا
وهي تقبض بطنها وتئن
كمن رفسها فرس
فأجهض حملها
أنا الابن الشرعي
من سبعة آلاف سنة
أصابتني الضربة القاصمة
داخل الرحم
الذي انبثقت منه الدماء
فوق الأرصفة
وتزلقت بالأمنيوسي
الذي انفثأ في الميدان الشرس
بسحناته القاسية
أنا الذي وقعت مغشيا علي
وتلقفتني يد ساحرة عمياء
وماشطة عاقر
تعجن فطيرتها
كماسونية محترفة
بدم مشيمتي الطازج
***
أيتها القاسية الحنون
والجافية الرؤوم
وأنت تتسربلين بالبؤس والعناد
وتقدحين زنادك الصديء
في انتظار حبيبك الخائن
وعدوك الفاتن
لقضاء ليلة فاحشة السواد
***
أيتها المكلومة
الملغومة
من رأسك الطاحونة
لأخمص القدم
لا من يمرر الدم
والأكسجين
لا من يعجن قرص الضوء
أو يتبع خيطا في السماء
يصاعد في خفقة الحلم
ويسقط في حفرة العدم
لا من يقيم جنازة الطقس
حين توقف الريح
عويل الأرامل
وأمهات الصبية الواقفين
علي حافة النصب
والشاهد الرخامي
في الزمن الطوطمي
وبثور التعاويذ
ورشق الدعوات والرقيات
ومآخاة العذراء والبغي
والثائر والبلطجي
في الرقص الدموي