اللوحة: الفنانة السعودية ليلى مال الله
طَـأْهَا… تـَسْـتَـرْجـِعْ فَـارسـَها الأَولْ
طَـأْهَا… ستعُودُ الأرضُ لسيرَتِها الأُولَى
تَـهْـتزُّ، فَترْبُو.. يغْتَسِلُ الدرْبُ المحزُونُ،
ويَنْتَعِشُ القلْبُ المُعْتَلّ
وتصيرُ جِرَاحُكَ مثل صَبَاحكَ،
تاجاً يخْطِفُ قلْبَ الكُلّ
وكتابةَ نصٍّ، حدَّثَ عنهُ كتابُ أزلْ
وحرُوفي تَرْشـُـقُ في عَيْنِ المحتلِّ،
وأشْبَاهِ المُحتلّ
نَخْسَةَ سِلٍّ.. طَعْنةَ غِلٍّ.. دَفْترَ ذُلّ
صَدْراً ضَجِراً مُنْفَجِرًا.. هَماً مُشْتَجِرًا
عَيْناً تَتلَّظى شجَراً.. حجَرًا
تفْهَقُ.. تفْهَقُ كالبُرْكانِ،
وَتَصْعَقُ.. تصْعَقُ كالأَحْزانِ، وكالبَرْقِ المُسْـتَلّ
وسَيصبحُ صَمتُكَ في رُوعِ المحتلِّ، وأشباهِ المحتلّ
أعْلىَ من كلِّ ضجيج الدَّباباتِ… الطيَّاراتِ،
وجَعْجَعَةِ الرُّؤساءِ، ووَشْوَشةِ الصَّفقَاتْ
بلْ أنتَ السِّرُّ القادمُ فينا من أعماقِ الغَيْبِ،
ليُسْقِطَ عَرْشَ ” هُبَلْ “!!
*
أشرَفُ ألقَابكَ أن تُصْبِحَ في قَائمةِ المحتَلِّ،
وأَشْبَاهِ المُحْتَلّ
رَقْماً صَعْباً مَرْذُولاً.. غُولاً.. معنىً مقْفُولاً،
مَوْجاً يغْشَاهمْ كالظُّـلَـلِ الأسودِ
من ظلمات جَهنَّمَ.. هاجَ.. وَظَلّ
تكْتُبُ عنه صحافةُ هذا الزَّمنِ الأغْبَرِ،
أنَّ لهُ مُخًّا مغْسُولاً..
وجهاً مَمْلُولاً… عَقْلاً مُخْتَلّ
تتدلىَّ من نشَراتِ التّلْفَزَةِ… الصّحُفِ الكُبْرَى،
صُورُ الفَنَّانِ فلان.. آخِرُ آخرِ أخْبارِ الفنّانِ فلانْ
بَعْدَ العمليةِ صَارَ بحمْدِ اللهِ على قائمةِ النِّسْوَانِ،
وصَارَ لهُ غُنْجُ النِّسْوانِ
وأنتْ..
*
أُمْسِي كالنخلةِ في صحراءِ الصَّمتِ..
يَعُضُّ على قَدَميَّ القيْدُ،
يقضُّ علىَّ منافي الليل وحيداً، كالسيفِ المهمَلْ
يا أنتْ!!
يا أنتَ المكْظُومُ الأعْزَلْ
لا تَسْأَلْنِي مَنْ رَكَّبَ في الشَّفَةِ السُّفْلَى،
شفةِ الشَّمْشُونِ الأَبْلَهِ هَذا الحبْلْ
يَسْحَبُه كالمجْنُونِ، ويُطلِقُهُ كالمجْنُونْ
ليزيدَ الكوْنَ أمَانْ
*
مَرْحَى.. مَرْحَى،
أَبـِدَكِّ الأَرضِ قَنَابلَ فُوسْفُورٍ.. زيفٍ، يَزْدادُ الكَوْنُ أَمَانْ؟
مَرْحَى،
مَا بَالُ الحُزْنِ تكلَّسَ مِلْءَ عيُون الأطفالِ،
وشقَّ قلُوبَ الإِنْسَانْ
والأَمْنُ رَحَلْ؟
يا أنْتَ المكظُومُ الأعْزَلْ
تَمْضيِ من نظرتِكَ “اللاَّءُ” الحارقَةُ مَضَاءَ السَّيْفِ،
فتُربكُ.. تُرهقُ.. تَخْرِقُ.. تَحْرِقُ..
تَرْشُقُ في حَلْقِ المُحْتَلّ،
وأَشْبَاهِ المحتلّ
أشجارَ الحنْظَلْ
لمْ يغْرُرْكَ تقلّبُهمْ في الأَرضِ
ولا مَنْ ضَلَّ فظَلَّ يُهَدِّمُ ظِلَّكَ،
يَنْقُضُ غَزْلَكَ.. يُرْجفُ حَوْلَكَ،
يُقسِمُ أنتَ أخُوهُ، وبَيْتُكَ بَيْتُهْ
زَيْتكَ زَيْتهْ
ومَدينتُكَ اليَعْشَقُ، عَوْرةْ
*
يتخفىَّ مثلَ بَغِىٍّ
خلْفَ الأعْمِدَةِ المَشْبُوهةِ مَكْرَ اللَّيلِ،
يُفَكِّكُ ألْوَاحَ الثورةْ
يَبْدُو وَطَنياً كالْحِرْبَاءِ ويَبْصُرُ عن جُنُبٍ بِكَ للأَعْدَاءِ،
فإمَّا انْقَضّ عليكَ الذئْبُ خَتَلْ.. وقَتَلْ..
وتنادَى من قُدْسِ الأقْداسِ أن ” اعْلُ هُبَلْ ”
وَنَظَرْتَ..
أخُوكَ الْيَنْزِلُ من كلِّ الْفَتَحاتِ،
الْيَطلعُ من كلِّ الصَّفحاتِ،
يُجرِّدُ إسْمَكَ من أغْلىَ الشَّاراتِ، ولاَ يَخْجَلْ
*
يا أنتْ
يا أنتَ المحْتَرِقُ القدميْنِ على صخرِ الغُرْبَةِ،
جَمْرِ الصَّمْتْ..
واللهِ لأنتَ الجذْرُ الأولُ حين يقالُ ” رجلْ”
أيُّ نبْعٍ علَى الْمَـــدَى
بيْنَ جَنْبَيْــكَ لا يَجفّْ؟
آمِنٌ في فَمِ الــــــرَّدَى
والـــرَّدّى منكَ يَرْتَجـــفْ
من هُنا عُمْــرُكَ ابْتَدَا
فَامْضِ، فالأمرُ مُخْتَلِفْ!
فمن دُونِ عَيْنَيْكَ لا تستطيعُ الطيُورُ الدعاءَ
ولا تستطيعُ الصغارُ القراءةَ،
لا تستطيعُ الزهورُ الأملْ
هل أدركتَ بأنكَ قادمْ؟
وبأنَّ جِراحَ الْحُرِّ نياشينٌ،
لا تملِكُ كلُّ طغاةِ الأرضِ بأنْ تَنْزِعَهَا
*
لم توُئِسْكَ بلادٌ ما عادتْ تَسَعُ القدمَيْنْ
وَليالٍ تَبْحَثُ فيها عن عَيْنَيْنْ
عَنْ صَدْرٍ تدفنُ فيه سِرَّكَ.. دَمْعَكَ.. جُرْحَكَ..
تأمَنُ فيه على حَرْفَيْن
يا عَيْبَ الشُّومِ…
بلادُكَ ضَاقتْ عن حَرْفَيْنِ.. بلادُكَ ضاقتْ
عن حَرْفَيْنِ.. بلادكَ ضاقتْ عن حَرْفَيْنْ!
*
وأنتَ… أَجَلْ
أقدامُكَ.. ما أقدامُكَ؟ وَقْعُ جَبَلْ
أهْدابُكَ.. طَعْمُ جَوَابكَ..
طَعْمُ السَّيفِ إذا ما الجرْحُ صَهَلْ
وبرغْمِ خيُولٍ فقدتْ حُرَّ سَنَابـِكهَا
فوْق السَّجّادِ الأحْمَرِ،
في بَهْوِ السُّلطَانِ فما عادتْ تصْهَلْ
فالفجْرُ الصَّادِقُ يصهلُ في عيْنِ صَبِيٍّ..
شَيْخٍ تذروهُ الرِّيحُ،
وفي فمِهِ قَسَمٌ بالقُرآن ِ المنزَلْ
ألاَّ يرتاحَ بظلِّ نخيلِ الأرضِ عدُوٌّ،
لَوْ أكَلَ الحنْظلْ
وبِأنَّ الأرضَ سَتَرْجعُ فِطرَتها الأولىَ
وتُعانقُ فَارسَها الأوّلْ
أَقْبـِلْ.. فالفجْرُ الصَّادقُ قد أَقـْبَـــلْ
اللهَ.. اللهَ..
اللهَ.. اللهَ..
لِسِرِّ إرادتِكَ الْجَنْدَلْ.