حين قررتُ نسيانهم

حين قررتُ نسيانهم

عائشة العبد الله

اللوحة: الفنان الفلسطيني خالد نصار

حين قررتُ نسيانهم،

خلعتُ أوراقهم واحدا واحدا

من دفتر التقويم،

نزعتُ شرائطهمُ الذهبيةٍ

مثلما أنزعُ الشعر المتساقطِ

من أسنان المشط،

مزقتُ رسائلهم كما يمزق المنشار

جذعا آوى عشرات الطيور،

جرحتُ بوحدتي

كل المقاهي التي اجتمعنا بها،

وكسرتُ بقدميّ الماشيتيْن

على نغم أغنية،   

كل طريقٍ تراقصنا فيها،  

ومرغتُ بالمياه والمثلجات

كل طاولةٍ تقاسمنا عليها فنجانا حزينا،   

وكلما مرّت أسماؤهم في أفق حكايتي،  

وضعتُ إصبعي في حنجرتي

وابتلعتُها، ثم أكملت الحكاية، 

وحين كانتْ ملامحُ أحدهم

تطلّ في وجه قصيدة، 

كنتُ أقذفُ الحبر في وجهه،

وأعيد كتابتها.

أنا التي كنتُ وفيةً لأقصى لحظةٍ 

في المغامرة،

تعلمتُ أخيرا كيف أخونهم بطريقتي.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.