اللوحة: الفنان السويسري بـول كلـي
قلت راود نفسي عن نفسي
علّي أنفذ عبر تلابيبي
عبر مسامي وخوابي
عبر محاراتي من زبد الشاطئ
أرفف روحي
أشيائي المتربة المرصوصة
أهرامات رمالي
كوخي في تبة وجداني
عصفوري الآبق
أجنحتي المكسورة
في آخر جولاتي في الغابة
عش مسجور
جب مهجور
رابية تنعي رايتها
جبل العتمة والنور
قلت
لعلي حين أجمع نفسي
وأقدمني لي
في حضرة ذاتي
أخرج مني
أدخل فِي
عبر خلاياي المتقدة
عبر عروجي،
وولوجي،
ونفاذي
عبر الضوء / الألق الرائق والذائب
عبر هيولي المزن/
مزاج اللحظات الفذة
باللبن السرسوب
يعمد طفل الرؤيا
بمجاز أخاذ
ومواجيد فؤاد يتقلب في بوتقة الحلم
البوح / الشطحات/ النفحات
الماء / العشب / النار
**
قلت
لا تضرمي النار في دمي المتخثر
في جغرافيا الجسد المترنح
في أرخبيلات غيض ماؤها
وتداعت عليها صروف الزمان
من أنا قلت
ما رد الصدي
والمدى غيم وغياهب
والأفق في إزورار النهار طلسم
والمدار ماكينة تطحن الرأس
في لذة وسعار
“زمليني”
فقد مزقتني الأعاصير
في مدن الأشباح
وانكفأ القوم على القدور
يطبخون الحصى ويعلكون صبار الانتظار
**
قلت
ربما يجرف النيل أحزان قحط الفصول
ويفيض بالسنبلات الخضر
والفوم والقثاء
ربما تخط السماء ميلاد ورد الربيع
في شتاء انتظارنا الملول
ربما نخرج من تيه غربتنا
حين يغمرنا المد والأناشيد
لا خوف،
لا استكانة،
لا انتحال
في حولية الانكفاء والذبول