غفران عاشقة

غفران عاشقة

أحمد فرج الخليفة

اللوحة: الفنان الروسي ناثـان آلتـمـان

يا من تُهينُ العشقَ حمقاً

كلَ يـــومٍ في سريرٍ منهكٍ

أتراكَ أدمنت الهوى

أم أن عمريَ قد هوى

أتراكَ أدمنتَ الفراشاتِ

التي يغريكَ دوماً سحرَها

يغريك منها تبسمٌ. وتغنجٌ. وتذللُ

يغريك عريُ ردائِها

يا من وهبتُكَ طهرَ قلبٍ لم تصنْه

العمرُ في عينيك نورٌ أكرهُه

من قال اني طفلةٌ تاقت إليك

وكنت وحدَك من أناديه أبي

انت الحبيبُ.. العشقُ عمرٌ في يديك

.. ذبحتني

يا صاحبَ القلبِ الحنونِ

لأجْلِهِنَ كسرتني

 ورميتني كالزهرِ خانَهُ شوكُه

أتراه طهري أنهكك؟

أم بالكلامِ خدعتني؟

         *

كم كان حضنُكَ دافئاً

كان كلامُك بلسمي

كان الحنينُ لقبلةٍ فوق الكفوفِ

يهزُّني

لكنني لستُ الفراشةَ في ربيعٍ خادعٍ

هل تذكر اليوم الذي عاهدتني

أني الوحيدةُ في فؤادكَ والدمِ

وهمست لي

انا لن أخونَكِ في الخيالِ حبيبتي

       **

ورأيتُها فوق سريرِكَ

أنت يا عبدَ الهوى

ونباحُ همسِك يا حبيبي

ينهشُ القلبَ الطهورَ

وعمري مات على وسائدِ نزوتِك

**

وغفرتُ لك

أخبرتني ان الشياطينَ تلاحقُ عفتَك

وبكيت لي

وبكيت لك

وحضنتني ترجوني عفويَ والرجوعَ

يا حبيباً خانني

وسكنتني

اسكنتُكَ بين الوريدِ ومهجتي

ها عدتُ أرشفُ بسمتَك

وتغوصُ عمراً في دمي

نظراتُ عينِك جنتي

لمَ لَمْ تصنِّي يا حبيبي بعدها

جاهرتَ بين كؤوسهنَّ

وعهرهنَّ بخيبتي

أني بحمقي أعشقُك

وأراك ترفعُ ضحكةً من نصرتِك

وتجيءُ لي كالطفلِ حطم لعبةً

يرجوني جمعَ فُتاتِها

يا لعنتي..

خلدتَني أم خنتني

أم في الترابِ دفنتني

وسأعفو عنك لأنني

لم أعشقك مثل النساءِ

فأنت وحدُك عالمي

لم خنتني وأنا وسادُك

والستارَ شققتَه

وفضحتَ نفسَكَ في عيونِ العاشقين

لكنني لن أفضحَك

       ***

يا من وهبتُك كلَ أنفاسِ اللقاءِ

حان الوداعُ فهيئ القبرَ الجميلَ لحبِّنا

أتراك سوف تتوبُ عن كسرِ المزاهرِ

يا حبيباً أعشقُه

قل لي تعالي سامحينِي يا فؤاداً خنتُه

سترى دموعي تعشقُك

ولتسكبَ الدمعَ المرائيَ فَوْقَ أعتابِ الهوى

وغفرتُ لك

وبكيتُ لك

لكن قلبي لن يصدقَ دمعتَك

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.