تُهْنَا في أراضينا

تُهْنَا في أراضينا

د. زينب أبو سنه

اللوحة: الفنانة الإسبانية ريميديوس فارو

فُطِمْنَا

عَنْ مَشَاعِرنا

وتُهْنَا

في أَراضينا

**

طريقٌ

فَرَّ مَذعورًا

ليَهْرُبَ مِنْ

مَآقينا

**

زمانٌ

مِنْ قَواريرٍ

تكَسَّرَ

بينَ أيدينا

**

طَريقُ الشَّوكِ

مَفروشٌ

لكي تُدْمَىٰ

أَمانينا!

**

ويَصرخُ

طائرٌ في الكونِ:

تَبًّا

طَلقَةَ الصَّيَّاد

**

لماذا

كُنتِ قاتلتي

بلا ذَنبٍ

ولا مِيعاد؟!

**

تُطاردُني

رياحُ الغَدرِ

والقَنَّاصُ

والأَحقاد

**

لماذا

يُقتَلُ

الحُرُّ النَّبيلُ

بطَلقَةِ الأوغاد؟!

**

تَرُدُّ

الطَّلقةُ الحَمقاءُ:

يا مِسكينُ

ما ذَنبي؟!

**

لقَد أَحرَقتَـني

سَبًّا

وما أنصَفتَ

في سَبِّي

**

مَنِ اخترعَ

السِّلاحَ

وأَشعلَ النِّيرانَ

للحَربِ؟

**

لقَد قَتَلَتْكَ

كَفُّ أَخيكَ،

يَغفِرُ لي أَنا

رَبِّي!

**

يقولُ العُشُّ:

يا ريحَ الخَرابِ

تَجَنَّبي

قُدسِي

**

فكَمْ حَطَّمتِ

مِن بَيتٍ

وكمْ أَطفأتِ

مِنْ عُرْسِ

**

وقَد قاسَيتُ

مُرَّ الصَّبْرِ

يأسًا

فارحَمي يَأسي

**

ألا يَومٌ

مِنَ الأفراحِ

أُصبحُ فيهِ

أو أُمسي؟!

**

تَقولُ الرِّيحُ:

قد عانَيتُ

حتَّىٰ

هَدَّني الإِجهادْ

**

ولَمْ أَملِكْ

زِمامَ الهَدْمِ

والإِنشاءِ

كالأَفرادْ

**

ولو خُيِّرتُ

ما أَهْدَيْتُ

إِلَّا فَرحةَ الأَعيادْ

**

فلا تُلقِ عليَّ الّلومَ

ليسَ السَّوطُ

كالجَلَّادْ!

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.