أغنية لا تمل الدوار

أغنية لا تمل الدوار

عائشة العبد الله

اللوحة: الفنان الفلسطيني خالد نصار

أريدُ اشتياقا أرقّ..

عناقا يذيبُ بكاءً طويلا..

وسطحاً رقيقاً أمدّ عليه جناحي

أريدُ عبورا أخفّ..

ولكنّ روحي.. 

متيّمة بالغناءِ كعصفورةٍ  

تستفزّ الرصيفَ،

كأغنيةٍ، لا تملّ الدّوار على طاولات المقاهي،

 أقول؛ لنرتاحَ من صخب الحلمِ فينا،

أحاولُ..

تصرخُ فيّ: أنا لا أريد.

أريدُ فَراشا يهدّئ ليلي، 

وعشباً على القلبِ أركض فيهِ

عيوناً.. يمرّ عليها الزجاجُ كضوءٍ

وكفّاً تربّتُ ظلّ الطريقِ، 

 تحبّ الشبابيك -مثلي

تلوّح دوما.. إلى شرفاتٍ يطوّقها الياسمينُ،

إلى زرقة البحرِ حيث تهبّ عيون النساءِ،

إلى أفقٍ لا نراهُ.. وغيمٍ بعيد

أريدُ شفاهً لهذا الكلام الغزيرِ

نساءً يمزّقن كتْف الشحوبِ

ولا يرقد الدمع مثل الخواتمِ حول أصابعهنَّ

يعرّين أحلامهنّ بوجهِ المرايا

فلا يرمش الجرح فيهنّ

بين ظلالِ العيونِ

وتحت اللحاف

حقولا تبللهنّ الحياةُ

ولسن ورودا لأجل القطاف

نساءً يقلن أحبُّ

كما ينبتُ الحبُّ

حرّا.. بسيطا..

ولا ينحني.. أو.. يخاف

أريدُ حنينًا أقلَّ..

ونهرا يجفّفُ أنفاسهُ في ذراعي،

وحزنا ينامُ بتهويدةٍ تغمرُ القلبَ،

نخلا يمسّد ظهر الرياح..

سماءً نطيرُ إليها بلا رعشةٍ من رصاصِ

الذين نحبُّ،

وأشجار عائلةٍ لا تفتت ريش الأماني علينا،

أريدُ صباحا أقومُ به، لا أفكّرُ؛

ما شكلُ وجهي الذي سوف ألبسُ هذا الصباح؟


فاز هذا النص للشاعرة عائشة العبد الله بجائزة الشيخة باسمة الصباح للإبداع الشبابي، التي أعلنت نتائجها الثلاثاء الماضي ٨ أيلول/سبتمبر ٢٠٢٠

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.