صخــر ولُـؤلــؤ

صخــر ولُـؤلــؤ

د. سعيد شوارب

اللوحة: الفنان السوري محمد الأحمد

يا منْ أخذْتَ الرِيـحَ من زوْرقــي

غَادَرْتني، كالأمــــــلِ الْمُطْفَــأِ

وأنت أسفاري، ودارى، وأشــعاري، 

وحُلمــــي للغــــدِ المرْجَــأِ  

اللهَ في قلــــــــــبيَ، يا درةً 

قد ضمّها بحــرٌ، بلا شــــاطئِ 

لؤلــؤةٌ في القــــاع مكنـــونةٌ 

وهبْتُهـا العُمْـــرَ، فلمْ يُجْــــزِئِ 

يا حيرةَ الغوّاص في ليْــلهِ 

 من مرْفأٍ يمضـي، إلى مرْفـأِ!

على جناحَيْ موجـــةٍ غِـــــرَّةٍ، 

رمى بها الريــحُ، فلم تَهْــــــدأِ 

يا موجـــةً عِرْبيـــدةً، والمنــى 

شـــطّتْ بها الأيـام، لا تهـــزئي 

قد لوّحتْهُ الشمس، لم ينتبــــــهْ

وهــدَّهُ القــاع، فلمْ يعْبـــــأِ 

ما أكثر الأصـــداف، لكنمــــا 

ليس بريقُ الصخـــرِ، كاللؤلــــؤِ 

حبي، كأحلامي ، بلا شـــــاطيءٍ

تهفـــو إلى الأضْـوأِ، والأضْـوأِ 

 يا فرْحـــــــة الغواص، يا درّتي

آهٍ من الإِبْطـــاءِ، والمبطــــئِ 

 أخشـى على قلبي، وجرحُ الهـــوى 

في صدْريَ المقرورِ، لمْ يبْــــرَأِ 

 تسـافرُ الأحــــــلامُ في زوْرقي

 مقرورةً، تهفُــو إلى الأدفـــــأِ 

 لكِ المحــــاراتُ التي أشـــتهى 

فخبئيــني، خبئـــي، خبّئِـــي! 

حبُّكِ لي، ما الطلُّ للـوردةِ العطشـى؟ 

وما الغفــــــــــرانُ للمخْطِئِ

نديّةٌ كالفجــرِ أحلامُــــــــهُ!

لا تُطفئي عيْنيْـــــهِ.. لا تُطْفئـي 

آمنتُ بالحبِّ مدًى من نــدى النــور، 

وما قلبُــــكِ بالصّـــــــابئِ! 

لكنني يا درتـــــي شــــاعرٌ، 

أخشى ملالَ القـــاع والشــــاطئِ 

إذا ترامتْ بي ظُنـــونُ النَّــــوَى  

كفرْتُ بالهائـــج، والهــــــادئِ 

فيا بخيـــلاً، جـــدُّهُ “حاتــــمٌ” 

إنْ لمْ تَجُدْ، فلسْـــتَ من طيِّئِ!


صفحة الكاتب في حانة الشعراء

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.