مُحاصرٌ بكَ ومحاصرٌ مثلي

مُحاصرٌ بكَ ومحاصرٌ مثلي

د. عيد صالح

اللوحة: الفنان الكويتي ناجي الحاي

قلت للذي يغمس ريشته في دمي

ويعب ضحكته من وجعي

ويؤلب السوقة 

والباعة الجائلين ضدي

أنا جندي الحراسة..

الذي تطايرت أشلاؤه

ومزقته عجلات القطار،

أنا الذي تصطك أسنانه

ويمزق البرد والجوع

جسدي المنهار.

تلك الخوذة والهراوة اللعينة

لا تدفعان عني غضب الشارع

والمناوشة،

أنا الذي كنت أول الفصل

أحفظ الدرس

كما أحفظ الآن أوامر الضابط الضجر،

                ربما كنا زميلين

                   نتقاسم الضحكات والكرات

والشجار على البنات

وعصا المدرس الهائلة.

ربما لو لم يمت أبي

وينهار بيتنا

وأُحشر في عربات الأمن المركزي،

ربما كنت الآن إلى جوارك

أو كنت أنت مكاني،

أنا المحاصر الآن بك

وأنت مثلي محاصر

وكلانا

قاتل وقتيل.

***

هل سألت نفسك

وأنت تصوب طلقتك

لتفقأ عيني؟

وأنت تضربني بكل قواك المذعورة

أيها المرتعش من قائدك الذي أدخل في روعك 

أنك لو لم تقتلني سأقتلك؟

وأنا الأعزل، جارك أو ابن عمك،

ربما كنا في عام دراسي واحد

أو التقينا ونحن نجمع دودة القطن

أو في طريق ترابي 

ونحن نجمع عرقنا وفقرنا،

وأنني هنا من أجلك

همنا واحد

بلدنا واحد،

حتى الميدان الذي نصطرع فيه الآن   

أنا أطلب الحرية والخبز لك

وأنت بالهراوة اللعينة تقصم ظهري.

لست حانقا عليك

فقط 

أستحلفك بكل ما بيننا من وشائج

قبل أن تهاجمني

أن تفكر لحظة  

وتسأل نفسك  

لماذا..؟؟     


صفحة الكاتب في حانة الشعراء

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.