السينما عالم لا يمكن العيش فيه إلا بمشاهدة الفيلم

السينما عالم لا يمكن العيش فيه إلا بمشاهدة الفيلم

ديفيد لينش

يمين الصورة: لوحة «الفتاة ذات القرط اللؤلؤي» للفنان الهولندي يوهانس فيرمير (القرن السابع عشر)، يسار الصورة: لقطة من فيلم الدراما «الفتاة ذات القرط اللؤلؤي» للمخرج البريطاني بيتر ويبر (٢٠٠٣)

يقول المخرج الأميركي ديفيد لينش:

السينما هي صورة وصوت يتحركان عبر الزمن. الصورة قد تتحرك بسرعة وقد تتحرك ببطء، كذلك الصوت. السينما هي مثل الموسيقى نتيجة حركات وعناصر مختلفة عليها أن تعلو أو تنخفض حسب المرحلة التي تمر بها.

أرى في السينما ملجأً، فالسينما لغة، بإمكانها أن تقول أشياء كبيرة وأشياء مجردة. أحب قدرتها على ذلك. أنا لا أجيد استخدام الكلمات. البعض شعراء ولديهم طريقتهم الجميلة في قول الأشياء بالكلمات. لكن السينما لديها لغتها الخاصة، وبها تستطيع قول الكثير، لأنك تملك الوقت وتتابع الصور، لديك الحوار ولديك الموسيقى ولديك المؤثرات الصوتية. لديك الكثير من الأدوات. تستطيع السينما التعبير عن شعور وفكرة لا يمكن التعبير عنهما بطريقة أخرى. إنها وسيلة سحرية، وبالنسبة لي جميل جداً أن أتأمل الصور والموسيقى تتدفق بعضها مع بعض بترتيب معين، وأن أخلق أشياء لا تستطيع أن تلمسها إلا في السينما. إنها ليست فقط كلمات أو موسيقى. إنها مجموعة من العناصر التي اجتمعت لخلق شيء جديد لم يكن موجوداً من قبل. إنها قصة، إنها ابتكار عالم وتجربة لا يمكن للناس العيش فيها إلا إن شاهدوا الفيلم. عندما اصطاد فكرة لفيلم، أعشق الطريقة التي يمكن للسينما أن تعبّر عنها. أحب القصص التي تحمل الأفكار المجردة. وهذا ما تستطيع أن تفعله السينما.

ولا أفكر في الجمهور. إن فكرتَ بهم فسوف تُجن، فالناس مختلفون… تبدأ الأشياء في ذهنك، وتقع في حب فكرة. الشيء الوحيد الذي يهم هو أن تترجم الفكرة إلى سينما، وإن شعرت أن ما فعلته جيداً، فقد فزت بالفعل.

السخافة أكثر ما يعجبني بالحياة، هناك شيء فكاهي في الكفاح بجهل، إذا رأيت رجلاً يركض مراراً وتكراراً ويضرب نفسه بالجدار إلى أن يصبح كتلة دموية، بعد فترة من الزمن، سوف يدفعك للضحك لأنه يصبح سخيفاً.

ولا أعرف لماذا يتوقع الناس أن يكون للفن معنى أو منطق ثمّ يقبلون حقيقة أن الحياة لا معنى لها.


ديفيد لينش مخرج، وسيناريست، ورسام، وفنان كرتوني، وملحن، أميركي. ولد عام 1946، حصل على ثلاثة ترشيحات لجائزة الأوسكار لأفضل مخرج عن أفلام الرجل الفيل (1980)، ومخمل أزرق (1986)، وطريق مولهولاند (2001). كما حصل على جوائز من مهرجان كان السينمائي، و مهرجان فينيسيا السينمائي.

رأي واحد على “السينما عالم لا يمكن العيش فيه إلا بمشاهدة الفيلم

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.