شهداء

شهداء

صباحي صالح

اللوحة: الفنان السعودي عبد الله الشيخ

الشهيد.!‏

يا شهيد البلاد التي..‏

استغاث من ذاكرتها الوجع.‏

بلاد كلما جاعت..‏

حضرت أبنائها للعشاء..!‏

الابن الأول: ‏

مسلوق بماء البحر.. ناضج حد الانتفاخ!

‏”الوصفة السرية”..‏

‏ دموع أمه المتبلة بالملح.. ووجع ‏الأصدقاء..!‏

‏ جاهز هو الآن..‏

‏ وشهي كفاية.. ليقضمه قبر صغير.‏

الابن الثاني: ‏

ثائر ‏

محشو بالرصاص..‏

أربع رصاصات بطعم النحاس..‏

الرصاصة الأولى:‏

عند منتصف القلب تماماً.. ‏

لكنه يحتاج لأكثر من رصاصة ليموت..!‏

الرصاصة الثانية:‏

تصارع لاختراق رأسه.. المحشو ‏بالأفكار.‏

عند المنتصف.. ‏

لم تنجو الرصاصة.. وهو ما زال يهتف ‏صارخاً!‏

الرصاصة الثالثة:‏

قاتلة ‏

اخترقت حنجرته المملوءة بالهتاف.‏

مات..!‏

مات.. وهو يحمل الوطن بين ذراعيه.‏

الرصاصة الرابعة:‏

أصابتني..!‏

لم تكن رصاصة

كانت كلمات مشتعلة تلتهم أصابعي..!‏

كلما أمسكت القلم لأكتب.‏

الآن ‏

انا بذراع واحدة

كنت سأحزن الليلة

وأنا عند قبرك 

لا أستطيع التصفيق بذراع واحدة.‏

ولكن..!‏

من هذا الأحمق

الذي يحتاج للتصفيق داخل مقبرة..؟!‏

الابن الثالث:‏

وحيد

بصقه الوطن.. بعيدا.‏

عند أرصفة الغربة الباردة.. بلا معطف ‏..!‏

يغطي على غيابه..‏

بضع مئات من الدولارات.‏

دولارات..‏

باردة وجافة.. تخنقه بدوام كامل..!‏

يموت عند الرصيف

بالقرب من الحانة..‏

‏ وبيده زجاجة فارغة..‏

عليها أثار دماء.. هذه الدماء سلكت ‏شقوق شفتيه المتجمدتين..‏

لتستقر على عنق الزجاجة..!‏

الابن الرابع:‏

أنا ‏

الشخص الذي يموت مائة مرة.‏

أنا..!‏

أنا الذي لا ذنب لي في.. “أن لون البحر ‏أزرق..!” .‏

الآن ‏

الآن فقط..‏

يمكنك النوم طويلا.. دون شعور بالملل.‏

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.