الهدهد

الهدهد

أحمد فضل شبلول

اللوحة: الفنان الفلسطينس محمد المناصرة

لي وطنٌ في حجمِ القلقِ العربيِّ

وفي لونِ الزيتونِ

وفي طعمِ فلسطينْ

لي وطنٌ يبدأُ من بدرٍ

ويمرُّ على الخندقِ

تتوسَّطُهُ حطينْ

في أسفلهِ تتنهَّدُ سبأٌ

في أعلاهُ يطيرُ الهدهدُ

يفجأُ بواباتِ البستانْ

يحطُّ على الأغصانْ

ويسري في السيقان

يجاوزُ حدَّ الجذْرِ

ويختصرُ الصحراءَ أمام العينينِ الواسعتينِ

يعودُ ويصرخُ في مِنْسَأةِ سليمان:

ـ لا تتهاويْ

ـ لا تتهاويْ

ـ الجنُّ يروحُ ، يجيءُ

ولا يدري

ـ لا تتهاويْ

بلقيسُ تساءلتِ الآنَ عن الحكم

لم تعرفْ أن الحكمَ يساوي الدم

لي وطنٌ في حجم الهم

الدمُ ينفجرُ ـ مع الأمعاءِ ـ من الفم

ـ السمَّ .. السمَّ

والشجرُ جريح

يسَّاقط من أوَّلِ صرخةِ ريح

كنتُ أناجي الأوطانَ

أعنِّفُها في الأحلام

وأجاوزُ حد التسبيح

مِنْسَأةُ سليمان

قُدَّتْ من شمسِ فلسطين

ها أنذا ..

أدفعُ تلك الديدانْ

عن مِنْسأةِ سليمان

……

لكنْ بلقيس 

لا يعنيها ..

 إلا ..

الحكم.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.