السعيد عبد الكريم
اللوحة: الفنان الفرنسي تيودور جيريكو
قَلِيلُونَ جِدًا مَنْ أَتُوا فَوْقَ سَمْتِهِمْ
ضَجِيْجٌ لِحُزْنٍ شَفَّ دَمْعًا وَأَسْئِلَهْ
قليلونَ مَنْ مَرُّوا وحَائِطَ رُوحِهم
إلى طِفْلَةٍ كَالضَّوْءِ بَعْثَرَ أَنْجُمَه
لَهَا أُفقٌ كَمْ حدثته عيونها
وَفَجْرٌ تُشَاكِيْهِ الْهَوَى وَتَبُوحُ لَهْ
لَهَا بَسْمَةٌ لَا تَعْرِفُ الْحَرْبَ لَا وَلَا
تُراود إلا صُبْحَهَا مُتَهلِّله
تَفَجَّرَتِ الأحْلَامُ بَيْنَ عُيُونِهَا
فَبُعْثِرَ دُرَّاقٌ لِخَدٍّ وَبَوْصَلَة
يمرُّ رصاصٌ في تفاصيل غيمةٍ
تضيءُ رموشًا من تباريحِ مِكْحَلَهْ
ضباع بنا والَمُرْتَشُونَ عُرُوشَهُمْ
مَغَاتِيرُ نُوقٍ فِي الْفَلَاةِ مُرَهَّلَه
لقَلْبٍ ضِيَاءُ الْعَارِفِيْنَ وشوقُهم
وَسَجْدَةُ عِشْقٍ ـ للْخُشُوعِ ـ مُنَزَّلَهْ
رُفَاتُ (بِلَالٍ) مَاتَزَالُ مُؤَذِّنًا
ترى يَمَنَ (الْمِقْدَادِ) سَيْفا وَسُنْبُلَهْ
رِجَالأ ترى واللهِ نورُ قلوبهم
هم الفقراءُ القادمون كزلزله
قليلون جدا من رموا دمعةً هنا
على وِرْدِهَا ثُمَّ اسْتَدَارَ فَأَوَّلَهْ
هي الحربُ دمع في محاجر وردةٍ
وأنغامُ نايٍ في الحياةِ مؤجلهْ