فواز خيّو
اللوحة: الفنان العراقي فؤاد حمدي
ماذا فعلتِ بي، في غيابك غير المبرّر؟
ثمة حرب أهلية تستعر في أرجائي ..
لقد شطرتني نصفين أو ثلاثة أنصاف ..
قسم، لم يحتمل غيابك، فأعلن حرب تحرير ضدك،
لإخراجك من كل الخلايا والأنسجة،
التي استوليتِ عليها،
سواء أثناء حضورك أو في غيابك،
ويحاول اقامة الجسور مع أميرة هنا، أو هناك،
لتحل محلك، وتأخذ تاجك.
وقسم أعلن أنه سيخوض الحرب حتى آخر نبضة،
كي يرسخ سلطتك، أميرة لا تغيب ضحكتها عن أملاكها.
وقسم من المنافقين، الذين يعلنون الولاء لكل الأطراف ..
تعالي ووحّديني تحت سلطة وجهكِ وتاجك.
نقلتُ أرشيفك الخاص الى مكان آمن،
صوركِ، ضحكاتك المسجلة والمكتوبة،
صوتك بكل موسيقاه التي تترنم الطيور عليه..
وضعته تحت حراسة النبض المشددة..
هذا الأرشيف، هو متحفي، الذي سأتركه،
رسالة سلام ومحبة للناس.
دعي ابتسامتك تقصم ظهر الغياب.
أنت شهقة الغيم، حين يفجؤه الرعد،
فيهطل ضوءاً ودفئاً وماء.
عندها؛ يتنهد الياسمين،
ويلتقط البنفسج أنفاسه بعد اختناق.
ستقطعين اجازتك، لأنك تدركين أنني أنت.
وستشرقين بكامل وهجي، فوق أرجائي،
ونستحيل غيمة لا تهزمها الريح،
ولا ينضب نبعها..
——
حين تحضرين؛ سينسى الانفصاليون بطش غيابك،
وستكون ضحكتك ملاذا للجميع ،
و صورتك الماحقة هي العلم الذي يلمّ شملي قاطبةً.
وإلًا فإنني فعلا،
مهدد بالتقسيم.
وأي قسم،
لا يليق بك أميرة عليه ..
كم أنت أنت ..