اللوحة: الفنان الإسباني فرانثيسكو غويا
أيها الضئيل الزاحف
عبر ملايين الخلايا والمسام
عبر الغرف المعقمة بالأنين
عبر الحكيمات المبتسمات
في بلاهة الورود البلاستيكية
عبر طبيب يفكر في راتبه الضئيل
وهو يربت على كتفي في ابتسامة شاحبة
عبر نقيع الدواء
الذي يقضي على المريض والمرض
عبر زيارات الأهل والأصدقاء
كمن يلقي نظرة الوداع الأخيرة
في بروفة لسرادق العزاء
……………
أيها التافه المتجبر
سوف لا أعبأ بسكينك
التي تمزق أحشائي
ولا معاولك التي تضرب رأسي
ولا بالحمي التي ترجني
كمن صعقته الكهرباء
ولا بدقات قلبي المضطربة
كعجلات قطار أفلتت من القضبان
فقط
سأقفز بروحي من النافذة
وأحلق بعيدا عن جسدي
وأحط على كل شبر وناصية وميدان ومدينة
وحقل وساقية
ونخلة ودار.