يَستَفزّني «قَيسُ»

يَستَفزّني «قَيسُ»

فتحي ساسي

اللوحة: الفنان العراقي نبيل علي

أنَا لستُ رُومَانسِيًّا..

لأنّي لاَ أتقِنُ كتَابةَ قَصيدَةٍ عَاطِفيّةٍ وَاحِدَةٍ، 

أوْ بالأحرَى لأنّي أعجزُ أنْ أرقُصَ في مَقَامِ الحبِّ.

كُلُّ الحكَايَةِ أنّني أخجَلُ مِنَ البَياضِ. 

أمشِي كَسَاحِرٍ مَعتُوهٍ، 

يلَملمُ كَلمَاتٍ لاَ تَعنيهِ، يَغبِطُ القَارئَ

وَيتركُهُ مَرمِيًّا عَلَى رَصيفِ القَصيدَةِ..

حَتَّى أنَّ كُلَّ أصدِقَائي الموتَى أصَرُّوا عَلَى ذَلكَ. 

كَانُوا يجزمُونَ أنّني لاَ أصلُحُ لمراوَدَةِ الرّيحِ، 

أوْ لمغَازَلةِ الغُروبِ.

لذَلكَ لاَ أومِنُ أنَّ هُناكَ نهَايَاتٍ سَعِيدَةٍ تَستَحقُّ الذّكرَ. 

المهمُّ..  أنّي لاَ أثقُ في الحبِّ العُذرِيّ.

هَكَذَا كنتُ وَمَازلتُ، 

لاَ تعْجِبني “بثَينةَ” وَلاَ يرُوقُ لي “جَميلُ”،

حَتَّى “قَيسَ”  كَانَ وَمَازالَ يسْتَفزُّنِي..

لذَلكَ تَدَهورَتْ عَلاَقتي مَعَ الكتَابةِ، 

أصبَحتُ لاَ أكتُبُ شَيئًا تَقريبًا، 

وَغَالبًا أستَعينُ بدَهشَةِ أنامِلي. 

وَمَع كُلِّ صَبَاحٍ

ألبِسُ خَسَارَاتي، وَأرحَلُ مَعَ أوّلِ خُيوطِ النَّهارِ.

رأيان على “يَستَفزّني «قَيسُ»

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.