بثينة الدسوقي
اللوحة: الفنان العراقي جميل حمودي
راقبتُ الخائفين
وأنا أُحرّك الحصاة بعصاي
على الأرض المُتعَبة
أنا خائف
وأنا حي
هم الأحياء الأموات
خائفون حتى أطراف الأظافر
خائفون من ظلالهم
من الشهيق العاثر
من الزفير
يتنادون أن أختبئ
ويصعدون البرج بأرجُل تائهة
أُحرّك الحصاة في دوائر
يسقط خائف من عَلِ
كحجر،
يهتفون أن أصعد
فأهش بعصاي نحلة
ملأ أزيزها الأسماع
ويسقط آخر..
قتله خوف ما
أنا الذي أحياني الخوف
غير عابئ
أنا المُنتَشي بروحي
المُنشَغِل بتسبيحَه
والمُتمتم بدعاء
أنا الزنديق الهالِك؛
يقولون..
أنت تُهين الخوفَ
له قدَاسة لا يُدركها الحمقى
يقولون..
وأقول
أنا المُنطَفئ بنور اليَقين
المُحِب العليل
أنا المُكتَفي.. بحصاة
المُدرِك أن الخوف
أشد فتكاً من شهيق!