أحمد فرج الخليفة
اللوحة: الفنان الدنماركي مايكل أنشر
هل غاب أبي؟
هل رحلَ المركبُ للسفرِ؟
من يوقظُ فرحي كل صباحٍ؟
ضحكتُه تسبقُ ضمتَهُ
يُهديني آلافَ القبلاتِ
يسكنني بهو سعادته
ويغني: يا صغرى النجمات
يأخذني من كف العصفور
ويداعب في رأسي الشعرات
يخبرني أنه مرتحل
وعيونُه تخنِقُها العبراتُ
أتعلق فيه: ألا فابقى
فيقاوم دمعاً بالضحكات
أبتاه يا سكَّرَ عمري
طفلتك تخاف الصدمات
وأودع ” بابا ” في هلعٍ
والمركب تخترق الموجات
يخبرني البحر بقصته
وتلامس قدمي الصفعات
كم أكل البحر قلوب الناس
ويصير المسكن للأموات
أتراه يعود لطفلته
أم تنهك عمري الساعات
في كل صباح أسأله ..
هل يوقف صخب الأنات؟
وتموت الطفلة في صدري
فأشيخُ وتختنق الضحكات
أبتاه تعالى ساعدني
لمرار بعادك أقتات
هل عاد أبي؟
أم عاد الخوف إلى النبضات