بسام المسعودي
اللوحة: الفنان السوري إسماعيل نصرة
لماذا يأتي الصبح وحيداً
وبلا أنفاسك تمسح عن وجهي
غبار الليل؟
لماذا لا تصحين قبله بركعة
أو قبل طلوع الشمس بـ(ملالاة) واحدة؟
لماذا أنا من أصابته سهامك
وأنا من بين كل الحمقىٰ وحدي البارد
ووحدي من خاف معارك قلبك؟.
***
لماذا لستِ فلاحة يمنية
ترص (مشاقرها)
بجانب خدها المغتر بـ (تفاحته)
القروية؟
تسمع أغنية (صباح الخير)
بصوت (أيوب طارش)
وتقطف الرمان من جبل صبر
دون أن تغرس نظرتها بقلبي.
***
لماذا حبك لم يأتِ باكراً ككل شيء؟
فأنا رجل عرف عمره قبل أن يكبر
ثم شاخا معاً
رجل لم يتوضأ إلا من نبعك
ولم يصلِ إلا في محرابك
وكل تسابيحه وأذكاره اسمك.
***
لماذا حبك لم يأتِ قبل أحزاني الأولى؟
أو من بعد أن صرتُ وحيداً في قلبك؟
صرتُ أنا شعبه وجيشه،
لم يأتِ كغيمة ضجرة لا تمطر
إلا من تحت قرية
يطرز أهلها من جبين الشمس
كل يوم قصيدة غيمة
دون أن يهطل مطرها على القرية
وكرحلة سقط فيها الجميع
من جبل (سمارة) الشاهق
فصاروا مفقودين وبلا أهل
وبقيت وحدي
أكابد الصعود إلى صدرك.
***
لماذا أنتِ خجولة وقت القبلة
وجسدك جامح حين يشم (عرقي)؟
لماذا الحيرة وكلانا جمهور حزانىٰ؟
نشتق من أهرام الجيزة لعنة
تاريخ أم الدنيا
ومن خوفك انسج (معوزاً)
ألبسه كأي يمني نازح
عن أرض الله إلى أرضك الواسعة
بالحيرة
أرضك الممتدة
من جدائل شعرك تحتاج
قهر أنفاسي
كما يحتاج رجل مثلى قهوة ظلك
أرضك الموصوفة بالديانات والكفر
المرصوفة بأنوثة كل نساء الدنيا
أرضك التي تتساءل:
لماذا لا يأتي حبيبي مطراً؟
وتسأل طوق الريح:
هل للقلب بصيرة
وهل حقاً أن (دم العاشق مباح)؟.