فاطمة كريم
اللوحة: الأكراني إيفان إيفازوفسكي
نَشيدُ الحَياةِ
حياتي خَريفٌ
يُعَرِّيهِ صمتٌ وشِعْرُ الحَبيبْ
ومَجلِسُها قاسَيُونُ الهوى
عَلى سُفْرَةِ الياسَمِينْ
نِزارُ بِصَوْتِ المِياهِ يُغَنِّي
بِحُبٍّ عَجيبْ
وَلَيْلُ الجَمالْ
يُوَضِّئُ هُدْبَيْنِ مِن بَيْلَسانْ.
ضوءٌ من مطلعِ الطّفولة
اِتَّبِعْني..
سَوفَ أَمْضي مِن جَديدِ
وَاسْألِ الصُّبْحَ عَنِ الطّفْلِ الوَليدِ
كَيفَ أَبْكاهُ المَخاضُ المُرُّ حِيناً
بَعْدَ فَجْرٍ شَعَّ كَالعِقْدِ الفَريدِ؟
قُمْ وناغِ الشَّمْسَ مِن مَطْلَعِها
يامَن دَعَتْ راياتُهُ البيضاءُ جِيدِي
هَسْهِسِ النّورَ الرّضيعَ
في سَريرٍ مِنْ أَمانٍ
وَامْضِ في وَمْضِ الوَريدِ.
هَل رشَفْتَ الحُلْمَ يَوماً مِن ضِياءٍ؟
أَو رَضِعْتَ الحُبَّ مِن ضَرْعِ الوُجودِ؟
أَصِخِ السَّمْعَ إلى عُمْرٍ تَهادى
وَاعْزِفِ النَّبْضَ على أَوْتارِ عُودِي
فَالأَناشِيدُ سَمادٌ في سَمائي
فَازْرَعِ البَيْداءَ تَحْيَ بِنَشِيدِي
سَوْفَ أَرْوي لِطُيورٍ عائِداتٍ
قِصَّةَ الطِّفْلِ الذي أَضْنَى رُقودِي
لا تُبالِ يا مَلاكاً مِن أَنِيني
فَأَنا الضَّوْءُ يُقَفِّيني بِعِيدِي
قُمْ لِنَمْضِي في حَياةٍ مِن شَذاها
يَرْتَوِي نَهْرُ حِكاياتِ الجُدودِ.