اللوحة: الفنانة الأميركية كريستين كامبريا
1
لم تكن في فترة النقاهة
وأنت تقطع الرحلة
من جلطة الدماغ للسرطان
وأنت تعبر الميدان في خفة الطير
ورشاقة الريح
فاندلعت رصاصة تمزق الصدر
وانفثأت قصائد وتباريح
حين انكفأت علي الصبي
محاولا وقف النزيف
وحين هشمت دبابة
عظام أخ لك لم تلده أمك
وحين صرخت في الزحام
ليست مدينتي بيروت
وليس هؤلاء بني صهيون
…………
لم يكن الشعر
ولاحواجز بيروت
ولا الحجر الكريم
ولا راشيل
ولا حمامة الجنوب
لم تكن المسافة
في الزمان والمكان
ولا انخطافة الروح
أو تداعي البدن
لم يكن الجنرال
الذي لا يدرك ماذا يفعل الواقفون
في الميدان
والمندفعون تحت العجلات
والمختطفون الأعلام والرايات
لم تكن الفتاة التي اختطفت قبلة من جبين الشهيد
وزلزلت صرختها أركان البلاد
وإنهمرت دموع وادي النيل
من ربوع الدلتا لأسوان
لم تكن عشية أو ضحاها
ولم يكن وحده فتاها
لكنه/ لكنها
كانا علي موعد في التحرير
حتي إذا جاء البيان
وخطب الإمام
وانبلج الغمام عن الغمام
لم يعد في الجبة غير الشيطان
………………
هل غادر الشعراء
والفتية المرابضون
والخطباء
والرسامون
والإنجيل والقرآن
ومبدعو اليافطات
وحاملوا المياه والطعام
والبطاطين والخيام
والمسعفون العظام
وأنت بين جلطة المخ والسرطان
تستنطق الجسد المصاب
والدم الذي أهريق
وماء الوضوء
والشيخ عماد ودانيال
كي يعيدوا رمانة الميزان
للميدان ….
2
—أيها الغامض البهي
والساطع المتلفع بالغمام
والمبحر فيما يحار فيه الربابنة
ومحترفو الصيد
والقراصنة المتوجون
في أعالي البحار
يا مطوع الحوشي
ومروض الوحشي
وصائغ عقد الأميرة
في قصيدة مسرجة
بمصباح ديوجين
ولوعة النطاسيين
في الكشف والتدوين
وحداء حواريين
في غمرة الوحي المراوغ
في مدك / الجزر
في شرفتك / الصراط
في يمين أبو قراط
والمزامير والمخطوطات
لا حواشي أو شروح
في التفاصيل أكمنة
وتباريح
في المدي
نصك الحميم
والجنون يقدح آخر بيت
يقاوم اليأس
والبؤس والسكون
يا حلمي
أنت المبحر بالشك واليقين
في الوجود والعدم
وغيرك في الطلسم
بغير أسم ولا رسم
لا يقدح شررا
ولا يمس الشغاف
في معارج الروح
والمدارات
محض ناطور
أصابه العطب.
poetspub.com 