حسين نهابة
اللوحة: الفنان الهولندي توماس كوبيرا
مخلوقٌ انا من طينٍ
وبذرةِ شوق
عبثاً أبحثُ عن دينٍ،
أدسُّ به ذُنوبي،
ونبيّ صديق يغفرُ لي عند ربهِ،
عمّا سالتْ به أوديتي
من رضابِ نِساء،
ومدادٌ مُرقّع
التبستْ عليه التواريخ
والمدنَ الثكلى،
وأظلُ أسألُ وأبحثُ
مثل ضرير يتلمّسُ قميصَ يوسف
وفُتاتَ ضوء لن يعودْ.
مخلوقٌ انا من طينٍ،
وفصول متطرفة،
فلا خضرة دائمة،
ولا قوة تعبأ بي
لمواجهة هذا الشوق المُنفرط
بأيام تفرّ مني مثل عرّاب
تغادره اراضيه،
وبتّ مزاجي حد الغثيان،
استاء كثيراً،
واتذمر أكثر،
لان سنون العمر المائلة للانطفاء،
محسوبة بلحظات لقاء عقيم.
مَخلوقٌ انا من طينٍ،
ولا قدرة لي على نفض
ما علق بي من اوزار عشقكِ،
فقررت ان احتفظ بوجهكِ المُتهتك
على ضفاف العفة،
ليومٍ أسود تغيب منه الأفراح،
وأعلم جيداً ان الآلهة لا ترحم
بشراً نذر نفسه لحمل الوصية
عن غزالها الرضيع.
مخلوقٌ انا من طينٍ،
ومن مِسك جراح،
كلما ألهث حاجة اليكِ مثل وليد،
تردني صحراء فارقتها امطار سنين،
وتدفعني شعوب مظلومة
لتعاويذ فجر آثم.