أحمد نناوي
اللوحة: الفنان السوري أكرم زافي
أيها الملك
الذي حكمَ العالمْ
والعالمُ لا يراهْ
قبلَ وصولكَ
كان العالمُ تسكنه المأساةْ
كان الظلمُ هو العدلْ
والخوفُ هو الأمنْ
والصمتُ هو الكلمةْ
والطغيانُ هو الإنسان
منذ ارتكب الذنبَ
وأغواهُ الشيطان
أن يقتلَ بالسُّمِّ أخاهْ!
قبلَ وصولكَ
كانت تحكمنا الأهواءْ
وكان الضعفاءُ يموتونَ
جماعاتٍ في محرقةٍ واحدةٍ
فتصيرُ سماءُ الأرضِ غيومًا سوداءْ
كانت إسرائيلُ تحاربُ أرضَ الله
وتقصفُ غزة كلَّ مساءْ
وكانت سوريا
أو شبه دمار
والعالم لا ينتفض
ولا يوقف بشارْ
أو يقف بصف الضعفاءْ
كانت أمريكا تغزو
بغداد وأفغانستان وإيرانْ
وتنادي بحقوق الإنسان!
وتسرق أحلام البسطاءْ
وكانت أمُّ الدنيا
يسرقها الأبناءْ!
وكان الله الخالقُ منسيًّا
لا يذكرهُ إلا الغرباءْ!
وكان الناسُ
وهم يبنونَ سعادتهمْ تعساءْ
وكانوا فرقًا يختصمونَ
وينساقونَ وراءَ الكذبِ
ويتهمونَ الشرفاءْ
يكفي أنك حين أتيتَ
جعلت الناسَ سواءْ
يكفي أنك أوقفت الحربْ
وألهمت الناسَ الحبْ
وأنت خفي لا أحد يراه
قبل وصولك
كنا نحن الأخوة أعداء
وكنا نملك كل الأشياء
ولكن ينقصنا الله!