د. حسن الزيدي
اللوحة: الفنان اللبناني محمد عبدالله
غالبية دول العالم الثالث – وهي في معظمها دول إسلامية – تعيش كما كانت دائما في تخبط، وذلك واضحاً من طريقتها في مواجه وباء كورونا؛ فعلى الرغم من أن بعضها مثل العراق والسعودية وإيران ونيجيرية وليبية والجزائر من بين أول عشرة دول منتجة للنفط ومن الدول العشرين الأكثر شراء للأسلحة في العالم، إلا أنها (عاجزة) ليس فقط عن توفير الأرصدة المالية لشراء لقاحات صينية أو روسية أو أمريكية أو بريطانية، بل لأن توفير هذه اللقاحات يحتاج أيضا – ليس إلى تخزين صحي وحسب – بل إلى كوادر طبية، من أطباء في مختلف التخصصات واضعافهم من الممرضات والممرضين المتدربين والمؤهلين تقنيا، للقيام بعمليات التلقيح .
كما أنها انظمة عاجزة عن اعتماد خطط متكاملة ومتجانسة لتلقيح السكان حسب الفئات العمرية، بحيث تشمل هذه الفئات في كافة أرجاء الوطن.
فعندما قرر الامريكان والالمان والانكليز لقاح (كل من تزيد أعمارهم عن 80 أو 75 او70 او 65عاما) فهذا يعني بأن اللقاح يجب حكما أن يصل الى كل هؤلاء في كل اطراف البلاد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ضمن احصاءات دقيقة ولا تشمل من هم في عمر64 عاما حتى لوكان أميرا أو سلطانا أو رئيسا أو سيدا أو مفتيا او نائبا أو وزيرا لأن اعمارهم لم تدخل ضمن الخطة المحددة سلفا بل سيأخذون لقاحهم عندما يتم تلقيح من تنحصر أعمارهم بين 64و60 أو بين 59و50 وهكذا مع استثناءات محددة سلفا وضمن خطط تتعلق ببعض الأمراض والمهن التي تحدد طبيا ومسبقا.
بينما في هذه الدول الإسلامية المبتلية بأنظمة رجعية واستبدادية فان المقاييس والاعتبارات والمفاهيم العلمية والوطنية والايمانية قد خفت واختفت ولم يعد للقوانين معنى بل حلت محلها المحسوبة والمنسوبية الدينية والمذهبية والعشائرية والحزبية ولغة وهيمنة السلاح الاجرامي.
لذلك يجري التلقيح ببطيء وبشكل فوضوي وعشوائي بعيدا عن الأساليب العلمية وقيم المواطنة.
كما لا يملك حكام وولاة وقادة وسادة وشيوخ ومفتي هذه الدول الاسلامية الشجاعة ويأخذون من يطلقون هم عليها في ندواتهم ومساجدهم وجوامعهم (دولة اسرائيل اللقيطة) التي نشأت في1945.5.15 ومحاطة غربا بالبحر الأبيض ومن جهاتها الثلاثة الجنوبية والشمالية والشرقية بدول اسلامية تسمى معادية نفاقا، استطاعت هذه الدولة اللقيطة أن تستقبل غالبية يهود العالم فيما الأنظمة الإسلامية قتلت وهجرت ولا زالت خيرة نساءها ورجالها من المتعلمين في مختلف الاختصاصات من فنون وعلوم ومنها الطب حيث لا تخلو أية مستشفى في كل الدول المتقدمة من طبيبات واطباء عرب ومسلمين..
ان اسرائيل اللقيطة. صار يضرب بها المثل عالميا في عدة انشطة منها خاصة خططها الذكية للتصدي لجائحة كورونا حيث ضمنت حتى الآن ومجانا تلقيح ثلاثة أرباع السكان بمن فيهم مسيحييها ومسلميها وزودتهم (بجواز صحي) يسمح لهم بالتنقل وممارسة انشطتهم الزراعة والصناعية والتجارية والفنية.
أن الأنظمة الإسلامية تعيش في تراجع شامل في كل المجالات متجاهلة ومتناسية كل قيم السماوات والارض لأنها منشغلة باضطهاد شعوبها وسرقة ثرواتهم والخضوع للأجانب القريبين والبعيدين.