يحكي أن

يحكي أن

محمد نذيم علي

اللوحة: الفنان السوري بسام الحجلي

يحكي أن فتى ريفيا..

أوقد شمعا للفقراء،

وعد الناس بخير الله،

وقسم شيئا من أرغفة الخبز وبعض كساء،

صاح الناس وهتفوا،

مرحى يا والينا الخالد،

وابن النهر الأسمر،

سحقا يا ذل الفقراء على الابواب.

بهر الولد الخالد،

راح يناطح كل شرور الأرض،

وظن بأن الفلاحين البسطاء، من هم في الأرض حفاة، وعراة،

يفترشون الطين ويدعون الله سؤالا للستر 

بأن يمنحهم عند الصبح رغيفا آخر.

ظن الولد الخالد، ظن السوء، بأن أولئك جند الحق.

وان النصر حليف دون هزيمة.

أعجب ذاك الولد الخالد..

راح يفتش في المرآة،

وفي افاق الله فلم يتبين إلا وجهه،

بل لم يسمع صوتا أخر إلا صوته.

ثار العقلاء وصاحوا، يا ملك النهر الأوحد، لا تحلم..

فالدرب مليء بالأشواك.

أذن في الناس بصوت الحق، ولا تكذب.

احتد الولد الخالد،

إذ عبأ كل سجون الأرض الحجرية بحشود العقلاء،

أخرس كل طيور الحقل،

وصب الزيت على النار،

ورمى كل دعاة للفهم إلى جب القلعة.

وجلجل في الصبح بصوت الحرب الكونية،

وانقشع غبار المعركة الكبرى، عن جثث وكثير دماء.

وعاد كسيرا يتخبط في جهل ومرارة.

وعاد البسطاء الفلاحون، بلا خبز أو ماء، يفترشون الطين،

يدعون الله سؤالا للستر..

ويبكون على من مات.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.