حكاية نجم

حكاية نجم

أحمد فرج الخليفة

اللوحة: الفنان الروسي فيكتور بوريسوف موساتوف

انتِ التي اعتادت

بأن تُمَشِّطَ شعرَها

على ضفافِ نهر ِعيوني

تُسرِّحُ الأيامَ

تترى

على ظهرِها

تَخُطُّ الكفَّ حِناءَ

وترسمُ وجهيَ المنثورَ في يدِها

يمرُ العُمْرُ في النّهرِ

ترى المجدافَ في يدهِ

تساعدُهُ لكي يَعبُرَ

يُعاونها على الغَرقِ

تُمازحهُ إذا ما هاج إعصارٌ:

أراكَ تحاولُ الهربَ

تعودُ لشعرِها المنثورِ

تجدِلُهُ

فتُخفي شعرةً بيضاءَ

قد خانتْ سوادَ الليلِ

في الغيمِ

وتُمسكُ ثوبَها المفرودَ

تَرتِقُهُ

يضيعُ الخيطَ من يدِها

فتضحكُ ضحكةَ المجبُورِ من ألمٍ

فَتَرتِقُنيِ

تُداعِبُ موجةً خافت من الشَطِّ

فتثني كُمَّها المبلولَ بالدمعِ

فترسمني كما القلبِ

وأُصبحُ قلبَها الموشومَ في يدها

تُقَبِّلُ ضحكةً هربت من الثغرِ

فأبتسمُ

أنا قد عُدتُ بالفجر

وعادت شمسُها الحِنَّاءَ في كفي

تركتُ أنايَ لا ألوِي على شيء

أذوبُ الآن في الجسدِ

تذوب حبيبتي روحاً

تخالط روحُها روحي

حَللتُ جدائلَ الشَّعر

جعلتُ أناملي مِشطاً

ووجهي صار مرآةً

وأغنيةً

غفوتُ الان لا أدري

أغارَ النهرُ من موجِي؟

أم الأقمارُ قد سَلبت مواقِيتي؟

غفوتُ وروحَها روحي

صحوتُ وصوتَها صوتي

فتحتُ الكفَّ والحناءَ باقيةً

ووشم القلبِ مازالَ

رجوت الآن لو أغفو

أُعيد حكاية النجمِ

الذي أفَل.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.