عائشة العبد الله
اللوحة: الفنان الألماني كاسبار ديفيد فريدريش
كان يكفي الكأس الذي
أوصل خمرها إلى شفتيه،
أن يقعَ هارباً قبل أن
يقبضهُ فضولٌ نزق.
أن ينقر كتفيهما ملوّحا بالحب،
دون أن يعضّ عليهما
بوعودٍ مقدّسة،
أن لا يوقد من مقدّمة رأسيهما
بساطٌ مغرورٌ يعقدهما
في سرحاتٍ لا تنتهي.
***
يمسحُ عن عينها ذروة انتشاء،
يسألها عن اشتهائها لثمرة خوخ،
تتدلّى على عنقها قطرةُ عسل،
يرتشفها،
ويدبّ في سكرتها جرحُ نحلة.
***
تودّ لو يكرّر فعلتهُ كلّ مرّة،
حين تصحو من نومها ملبّدةً بالكوابيس،
تركضُ حاملةً فزعها إلى حيثُ الضوء،
الشراشف تتلوّى على جسدها
كفوضى أفاعي،
عينها أنبوبةٌ مأهولةٌ بالسواد،
حنجرتها جائعةٌ إلى قمحِ أغنيات،
وأقدامها،
قرصٌ تعطّل مؤخراً عن الدوران.
***
كان يودّعها بثغرٍ منضوب الريق،
وكان القاربُ الذي يئنّ في صوتها،
يكفي ليعود.