شيري باتريك
اللوحة: الفنانة الكويتية سوزان بشناق
لا تَقترب يا بُني فتلك المرأة كالعلّيقة..
لهيب نار، ولا تحترق..
تُدهش العقل..
تأسر الفِكر..
ينبغي عليكَ خَلع نعليكَ..
وأنت تَقترب منها..
لا تَقترب يا بُني
فأنا لا أَعلم إن كانت تفاصيل تلك المرأة إلهية وكُل مَن يَقترب لمذبحها يَتطهر..
وتُقبل ذبيحته..
ينال الشفاء..
الثراء..
يغمر بالماء..
فيظل خالدًا..
كملوك مصر..
لا أعلم يا بُني أن كانت تفاصيل تلك المرأة مُقدسة
وكل مَن يَقترب منها يصير الكاهن الأعلى ويدخل قدس أقداس حياتها..
فيكتب ما شاء على جدران قلبها..
ويحتل الكيان بعد النقش على شفتيها..
وتمنحه مفتاح الحياة والخلود..
يا بُني أنا لا اعلم أن كانت تفاصيل تلك المرأة إلهية أَم أن تفاصيلها شيطانية..
شيطانية ستُحَرقكَ دون أَن تُبالي..
تَسكب دَمكَ على مذبحها..
أو تجعل منه نبيذًا ترتوي منه قبل اقامة الصلوات على مذبحها..
لذا لا تَقترب منها..
إلهية أَم شيطانية؟
لا تَقترب يا بُني ففي الاقتراب احتراق..
ستُحرق آلاف المرات..
لهيب النيران سَيُبدد حالكَ..
قلبكَ سيصبحُ بركانًا..
تصير رمادًا..
لن تُشرقُ شمسك مجددًا..
مع النجوم تبدأ رحلتكَ.. وتساؤلاتك..
ولن تَصل لشيء..
فامرأة العقل تُذِهِبُ العَقل.. تأخذك إلى الهاوية آلاف المرات..
لذا لا تَقترب.. لا تَقترب يا بُني
فأنا على يقين أن جسدها فيضان لن تنجو منه مطلقًا..
سَتَغرق..
ففي فمها زجاجات ڤودكا.. ستجعلك تفقد صوابك..
جسدها زلزال يبددك..
يسقط ما بداخلك..
تعود كيوم ولادتك.. لا تُدرك شيئًا..
غارقًا في جسد مَن منحتك الحياة وهكذا هي..
لذا لا تَقترب
لا تَقترب يا صغيري ففي نهديها شيئًا من الآلهة لن تستطيع الابتعاد عنه نهارًا وليلًا..
ستُقدم الصلوات والتضرعات
ولن تُقبل ذبيحتك..
قلبك سيشتعل كالفتيلة..
سيهلك كل كيانك..
دون نجاة..
لذا لا تَقترب.