أمل بشير
اللوحة: الفنان السوري أحمد قليج
نحلم منذ الصغر ان نكبر ونصبح شيئا ما، اطباء، مهندسين، معلمين.. مهما كان ما نحلم بتحقيقه؛ فهو أمل نركض خلفه.. نحلم بالزواج والابناء، بالمنزل الجميل والاسرة المثالية، قد نحقق كثيرا من هذه الأحلام؛ فنحصل على وظيفة محترمة واسرة سعيدة وحياة كريمة
ولكن ماذا بعد؟ هل نتوقف عن الحلم؟ هل تنتهي حياتنا عند هذا الحد؟
للأسف نعم فنحن ننشغل بالحفاظ على ما حققناه، ونهتم برعايته، يسيطر علينا هذا الحلم ويضيق الخناق علينافيصبح فجاة كابوسا لا نصحو ابدا منه، يقضي هذا الحلم على ما فات من اعمارنا، ويسيطر على ما تبقى من حياتنا.. نتساءل أحيانا: اليس من حقنا ان نحلم من جديد؟!
هل انتهت فرصتنا في الحلم لأننا أصبحنا اطباء مهندسين معلمين او حتى عمالا؟ هل حبسنا داخل ذلك الحلم فلم يعد سواه متاحا؟ هل اصبح ممنوعا علينا ان نحلم لأننا آباء وامهات؟ هل فقدنا حقنا في الحلم لأننا في الاربعين.. الخمسين.. أو حتى المئة؟
نحن مازلنا على قيد الحياة، مازلنا نتمتع بكل حقوقنا الإنسانية ككائنات حية، مازال من حقنا وبإمكاننا ان نحلم، نحلم احلاما لا تتضمن الابناء ولا الدخل المادي ولا الاسر العظيمة التي بنيناها، احلاما نحن محورها، احلاما تخصنا وحدنا، احلاما نحن ابطالها.
فاحلم دائما هذا حقك، ولا تخجل من احلامك فهي لك، ولا تسمح لاحد بمصادرتها، لا تسمح لاحد بمحاسبتك، فانت مازلت على قيد الحياة، انت مازلت حيا.. مازال الحلم متاحا.. حلم جديد، حلم مستحيل، حلم قد يعتقد الآخرون انه غير مقبول، فلنغمض أعيننا عن كل الواقع ونرحل.. في رحلة على اشرعة الحلم.
امرأة انا
أجري، تحملني أقداري، فلا اقاومها، تكبلني همومي، وتلك التقاليد التي ما منها انعتاق
فانا خلقت أنثى، وبنون النسوة استرقوني، منها صنعوا وثاقي، وأدوني بقبري حية، فأنا فشل واخفاق وعار، اتهموني بأني خلقت من ضلع اعوج، فعشت الحياة كالأنعام تساق لأقدارها، وليس لها رأي ولاحق ولا ذمة، وان تمردت يوما وكسرت ذاك القيد، قالوا عني ناشز منحرفة أفكارها، معاق عقلها، وحاكموني.
كذب حرية المرأة في بلادي حديث زائف ونفاق، كحرية أوطاننا، فالظلم يلفها والعدل مسروق، والهم مقيم، نشبه الأرض، نحمل اسمها لكننا لا نملك منها سوى أوراق!
عبثا سأجري واظل أجري عل حريتي يوما لخطواتي تنساق!