حُريّةُ الذِّهنِ بأحمرِ روزا – جوان ماريا ماكنلي

حُريّةُ الذِّهنِ بأحمرِ روزا – جوان ماريا ماكنلي

ترجمة: سعدي يوسف

اللوحة: الفنان المكسيكي دييغو ريفيرا

ما زلتُ جثّةً

هامدةً تماماً.

وحشيةً كانت العاصفةُ

أشدَّ وحشيّةً ممّا تصوّرتُ

آنذاك

آنَ كان عملي هو الكلّ

آنَ شعبي

هو الكلّ.

الآنَ أطفو إلى سطح الماء

ببطءٍ شديدٍ

في صمتٍ شِبْهِ مُطْبِقٍ

بعد انتهاء الفظاعات

الفظاعات حتى في استفاقتي –

أنا لا أقدرُ أن أمنعَها.

الآنَ أتحرّكُ

جيئةً وذهاباً

حبيسةً في القاعِ

كأنني أدورُ في قِدْرِ ســاحرةٍ.

كم سأظلُّ هنا؟

قبلَ أن أكونَ حقّاً؟

مرميّةً

مثلَ لحمٍ متعفِّنٍ

مُختَرَمةً بالرصاصِ

سَـليخةً

في أعماقِ الشتاءِ.

أنا، الآنَ ، أطفو

تحتَ سِتْرِ الظلامِ

وحيدةً

في الماءِ المتجمِّدِ

بمنأىً عن الفوضى

وحَمّامِ الدمِ

والاصطياد:

الأغاني الشرّيرة

اختفتْ.

حملاتُ الحِقْدِ

ابتعدَتْ.

أهازيجُ القتلِ

تلاشَتْ.

سليمةَ الرأسِ

أطفو وأتأمّلُ:

لن أكونَ في ما مضى

أنا الآن

وسأكونُ في ما بَعدُ.

مختلفةً

أُفَكِّرُ

بالناسِ

بالحيوانِ، بالعدالةِ

بالعالَم.

عملي؟

لم يُنجَزْ كما أردتُ –

فجْرُهُ ينتظرُ.

البوصلةُ تؤشِّــرُ

إلى اتجاهاتٍ جديدةٍ

أنا مستيقظةٌ

أنهضُ إلى الشمسِ

وأخطو قُدُماً

أُديرُ رأسي

وألتفتُ إلى الوراءِ

وأرى:

كثيرون يتبعونني

إنهم الطُّـلَقـاءُ.


جوان ماريا ماكنلي شاعرة البريطانية وكتبت هذه القصيدة في ذكرى روزا لوكسمبورغ (1871-1919)

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.