اللوحة: الفنان الروسي أليكسندر أرشانسكي
المسخ الذي يطاردني
من غرفة لغرفة
ومن وسادة لوسادة
من شارع لحارة
ومن ناصية لعامود كهرباء
من صنبور الماء الساخن والبارد
لرغوة الصابون ومعجون الأسنان
للمرآة التي أراني فيها بعين واحدة
وأنف مجدوع وشفة مشقوقة
حاولت أن أتحاشاه بصاعق البعوض
ومبيد النمل والصراصير
حاولت أن أغسل أذني
بصوت أم كلثوم
والشيخ محمد رفعت
وأحاديث الشيخ شلتوت
لكنه فاجأني بقطع الإرسال
لعرض مباراة بين قردين
وتحكيم سحلية صلعاء.
مولد
الصباح الذي وكزني
كي أنفض الكوابيس
وأستعد ليوم قائظ
وشبيبة رائعين
وقبعات وشماسي
وجينز وبلوزات وكاميرات وهواتف نقالة
لأسواق الفضائيات المنتعشة.
وبائعي كل شيء
لا أرخص من الانسان
الذي يسقط مختنقا في الزحام
ليصبح مشروع شهيد
يعيد إنتاج مليونيات ملونة
وشعارات خفيفة الظل
وأخرى منحطة
بالتأكيد هناك أياد كثيرة
تحرك الدمي
وتدفع لمزيد من الإثارة والضجيج
في “مولد” سيدي التحرير.