نزق

نزق

د. عيد صالح

اللوحة: الفنان الإسباني الإسباني خوان ميرو

          لا تحدقي في هكذا

فلست بقادر على رد عينيك

ولا يستطيع قلبي أن يحكم دفاعاته المتهاوية

وروحي التي تنام الى جواري

مهيضة مبتئسة

بعد أن فقدت قدرتها على التحليق

والاشتباك في الفضاء العاطفي

تلك التي كانت

كراقصي الباليه في بحار العيون

وعلي حافة القمر

حيث تذوب

علي شفتيك المشرعتين

كبوابة للنعيم

***

ليس الأمر كما تظنين

فليس في الحب هزيمة ولا انتصار

وليست المشاعر قذائف ودانات

ولا الدموع دماء سفكتها خناجر العيون

ليست رعشات الأجساد ووجيب القلوب

رايات نصر أو استسلام

فقط

هو قلبي الغرير النزق

كم أحب وكم أخفق

تلك المتطفلة اللعينة

تلك المتطفلة اللعينة

لا تكتفي بإيقاظي من النوم

ولا الطنين في أذني

ولا اللعب في أوردتي

حد غليان الدم

وحك أنفي

لنوبات عطس لا تنتهي

تطاردني كأفعى الكوابيس

كغربان سوداء

تنعي النفط المسكوب

من ناقلات عملاقة

كهياكل ديناصورات

خرجت من جوف التاريخ

واندفعت تحطم أضلاع الكرة الأرضية

وتنتزع الأنجم والأفلاك

من مداراتها

ها هي الارض تفر مذعورة أمام قبضتها

وهي تكاد تطبق عليها

قبل أن أستيقظ من نومي الملتاث

ترى ماذا تخبئين

ترى ماذا تخبئين

خلف نظارتك السميكة 

وابتسامتك الشرك 

وأنت تتجولين في أوردتي مليكة متوجة

لماذا تعتصرين القلب حد غرفة الإنعاش 

وتمدين أطراف أصابعك 

في دلال الأنثي

وغطرسة الجمال 

ربما وأنت في خريفك كجدة ملولة 

تندمين في قشعريرة الذكري 

وزحف التجاعيد والندوب.


صفحة الكاتب في حانة الشعراء

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.