فاطمة كريم
اللوحة: الفنان الفلسطيني خالد نصار
عَجِبْتُ لِمُقلَةٍ حُبْلى
وَقَدْ أَنهَتْ شُهُورَ أَنِينِها التِّسْعَه
لِماذا غَيمُها يَأْبى
وِلادَةَ أَنهُرٍ تَسْعَى؟!
أَحَرْفُ العَينِ في خَجَلٍ
يُلَملِمُ عَبرَةَ الحَسْرَةْ!!؟
يُفنِّدُ كلَّ مُحتمَلٍ
بِفَقْدِ البَحْرِ لِلنَّبْعِ الذي
يُرْوِي القَنا طَوعا
وَتْسَعى رُوحُهُ سَبْعا
فَيَرمِي كُلَّ جَمراتِهْ
وَيَرْجمُ مِن شَياطينِ الوَرى
أُمَماً تَعَرَّتْ خَلْفَ نافذَةٍ
مِنَ الأَيْتامِ وَالجَوعى
أَمِ النَّجْوى تُحَدِّثُهُ!!؟
تَأَبَّ وسِرْ عَلى عَجَلٍ
فإنَّ مَخاضَ أَعيُنِنا
يُشَنِّجُ خُطوَةَ الماضينَ
شَطْرَ الشَّمْسِ وَالْمَسْعى
سَماءٌ تَقبِضُ القَطرَة
وَتَبْسُطُ كَفَّها لِلغَيمِ
إِذ ما رُوحُهُ تُنْعى
تُطهِّرُ قَلعَةَ الإحسانِ في خَفَرٍ
فتُبْعَثُ رُوحُنا سَكْرى
بِخَمرٍ مِن دِماءِ العِشْقِ يَنْدى
مِن جَبينٍ قَد تَعَرَّى
فَحِضْنُ المَوْتِ فِي شَوْقٍ تَغَمَّدَهُمْ
وَلَمْلَمَهُمْ
تَجَرَّعَهُمْ بِكَأْسٍ مِنْ حَنينِ الأَرْضِ
يا لَنَصِيبِها الجُرْعَة!
ويُبْعَثُ مَرَّةً أُخْرى مَعَ البُشْرى
لِكَيْ يَبْرَا
وَنَرْجِعُ لِلْعُلا جَمْعا
فَنَرْسُو عِنْدَ شُطْآنِ الإلَهِ نُؤىً
ونَنْجُو، تَنْجُو طِفْلَتُنا
وَتَنْجُو الدَّمْعَةُ الحَرَّى
أَلَيْسَ لِرَبِّنا الرُّجْعَى!؟